توضح الاختصاصية الاجتماعية سلمى العالي، في حديث ل «الحياة»، أن «الخضوع والذل وتقبل الزوج مهما كانت سلوكياته، ثقافة مجتمع، تغذت بها الفتيات منذ الصغر، وعليها المحافظة على بيتها». وتستغرب العالي من حالات عاينتها، «كانت كلها خضوعاً وانكساراً». وتعزو السبب إلى «عدم وجود داعم من الأسرة، أو المجتمع في حال الطلاق». وتقول: «باعتبار المرأة كيان المنزل، فعليها تحمل عبء الزوج، وتحمل كل ما يصدر منه، إلا أن ذلك الخضوع ليس نابعاً إلا من الخوف من عدم وقوف أحد إلى جانبها، يدعمها في مشكلتها في مقابل زوجها، فإن استنفرت ووقفت في وجهه، فمن سيسندها، لتطبق المثل القائل «ظل رجل ولا ظل حيطة». وتضيف العالي، «فوجئت من عدد الحالات التي قدمت إلى الاستشارة خلال إقامة ركن خاص بالاستشارات في مهرجان «الدوخلة»، وفي إحدى الحالات؛ كان زوجها يخونها في منزل الزوجية، وعلى مدى 15 عاماً، إلا أنها لا تفكر في الطلاق، وتطلب منا إعطاءها حلولاً لتتعايش مع مشكلتها، وهناك الكثير من الحالات المشابهة، التي تطلب الحلول، أو ما نسميه «الإسعافات»، وأولها تجنب الزوج قدر الإمكان». وتستشهد بحالة أخرى، «استطاعت الوقوف في وجه زوجها، بعد مضي ستة أشهر على زواجهما، إذ قام بضربها، فتوجهت إلى منزل أسرتها، التي وقفت إلى جانبها، وتم إيقاف الزوج والحديث معه، ووعد بعدم تكرار ذلك، إلا أنها أكدت بأنها لا تطيق النظر إلى وجهه، بعد أن ضربها»، موضحة، ان على الزوجة أن «تتخذ رد فعل مباشر من الموقف الأول، كي لا يعتاد الزوج على إهانتها بأي شكل من الأشكال، أما التزامها الصمت فيعمل الزوج على تكرار الإهانة»، مستدركة أن هذه الطريقة «لا تجدي نفعاً مع البعض، وذلك يعود غالباً، إلى تعرض الزوج إلى العنف في طفولته». وتقول العالي: «إن ثقافة الإنجاب لها دور كبير، فلا زلنا نرى أزواجاً صغاراً في السن، ولم يمر على زواجهما سوى سنوات قليلة، ولديهم أطفال قد يعادل عددهم عدد سنوات زواجهما، وربما أقل بقليل»، مؤكدة على أن «نلتفت إلى شيء مهم، وهو مسألة التعايش بين الزوجين، أي معرفة أحدهما للآخر، لا يحدث إلا بعد مرور خمس سنوات على الزواج». وحول حقوق المرأة، قالت: «لقد نالت جزءاً من حقوقها، ولكنها لا زالت بحاجة إلى حقوق أخرى في القضاء، مثل ما يتعلق بالولاية، والوصاية، وغيرها من الأمور، فضلاً عن أنها لا تستطيع الدخول إلى المحاكم، كما ان ما يُصرف للمطلقة من الجمعيات الخيرية، أو الضمان الاجتماعي، يستغرق فترة من الزمن، إلى أن يتم صرفه لها، وماذا ستغطي تلك المبالغ البسيطة في ظل غلاء المعيشة، فتجبر المرأة في النهاية، وبسبب كل ما سبق، إلى تقبل واقعها المرير والتعايش معه».