قال الزعيم اللبناني المسيحي المناهض لسوريا سمير جعجع اليوم الثلاثاء ان تحالف قوى 14 اذار المدعوم من الغرب ما زال متماسكا رغم ما وصفه "بالحملة الكبيرة" التي يتعرض لها وقلل من اهمية زيارة من المتوقع أن يقوم بها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الى دمشق قريبا. وقال جعجع رئيس الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية في مقابلة هاتفية مع رويترز اليوم الثلاثاء ان زيارة الزعيم الدرزي " ليست شيئا بحد ذاتها. حسب ماذا سيتبع هذه الزيارة." ويستعد جنبلاط لزيارة دمشق قريبا حيث سيلتقي بالرئيس بشار الاسد بعدما ادلى الزعيم الدرزي بتصريحات تصالحية. وكان جنبلاط شخصية بارزة في تحالف 14 اذار المناهض لسوريا والمدعوم من الولاياتالمتحدة والسعودية واعتبر آنذاك واحدا من اشد منتقدي سوريا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والذي انحى كثيرون باللائمة في اغتياله على سوريا. غير ان جنبلاط اعلن في العام الماضي خروجه من تجمع 14 اذار وبدأ رحلة التقرب من سوريا الى ان اعلن يوم السبت الماضي في مقابلة تلفزيونية مع قناة الجزيرة ان ما قاله عن الاسد عام 2007 كان "غير لائق" و"صدر في لحظة غضب". ورأى جعجع ان نظرة القيادة السورية للبنان "تغيرت في الشكل بعض الشيء ولكن في الجوهر لا تزال نظرتهم وكأن لبنان ليس دولة مستقلة ولا يعود للقيادات اللبنانية والشعب اللبناني حق تقرير مصيرهم بأيديهم." وبشأن احتمال زيارته دمشق إذا وجهت دعوة اليه قال جعجع "مع احترامي لسوريا كدولة شقيقة جارة ولكن لا ارى اي مبرر لزيارة سوريا في الوقت الحاضر.. اولا لان العلاقات لم تطبع بعد بين لبنان وسوريا وهناك مجموعة ملفات شائكة لم تحل بعد وللاسف لم يحصل فيها اي تقدم. "ومن جهة اخرى هناك رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يعملان بشكل حثيث على خط بيروتدمشق لمحاولة تطبيع الوضع بين الدولتين والوصول الى حالة طبيعية وبالتالي لا يوجد مبرر للزيارة." وأضاف "برأيي لا ارى ان النفوذ السوري قد ازداد. ولكن للاسف فان الاحزاب اللبنانية التي تتصرف انطلاقا من تأثير سوريا عليها هي التي تجعل النفوذ السوري يزداد." وعن مصير تحالف 14 اذار قال جعجع "نحن مطمئنون الى مستقبلنا. هذا لا يمنع اننا نواجه حملة كبيرة نصدها بمزيد من التماسك وبمزيد من التمسك بمبادئنا." وتغيبت قوى اساسية عن اخر اجتماع لقوى 14 اذار مثل رئيس الحكومة سعد الحريري وجنبلاط والرئيس الاسبق امين الجميل والوزير السابق نسيب لحود وغيرهم. وصدرت تصريحات وكتابات من الفريق المتحالف مع سوريا بأن هذه القوى تتهاوى. لكن جعجع قال "ان هذا الشكل لا يعبر عن حقيقة قوى 14 اذار. مثلا الرئيس الحريري اوضح انه كان بصدد التحضير لزيارته الى المانيا عدا عن انه كرئيس حكومة ليس مطلوبا ان يكون في كل اجتماع... حتى وليد جنبلاط الذي اضطر لسبب من الاسباب ان يأخذ هذا الموقع الوسطي... بالرغم من الموقع الوسطي انا استطيع ان اعتبر ان قاعدة الحزب التقدمي الاشتراكي (الذي يتزعمه جنبلاط) والقاعدة الدرزية بشكل ما لازالت في 14 اذار." وبشأن هيئة الحوار التي تجمع 20 زعيما من المسؤولين السياسيين المتنافسين لمناقشة استراتيجية بلدهم الدفاعية بما فيها قضية سلاح حزب الله قال جعجع "يبقى لها جدوى بالرغم من انه لا استطيع ان اقول كم هي صعبة جلسات الحوار. نشعر بأن بيننا وبين الاخرين الجالسين على الطاولة وكأنه يوجد واد لا يردم ولكن يبقى افضل من ان نجلس في بيوتنا. افضل ان نستمع الى اراء بعضنا البعض من ان تكون فقط من خلال وسائل الاعلام." وأضاف "برأيي لا شيء مستحيلا ولكن هناك اشياء تأخذ الكثير من الجهد والوقت ولكن لا يجب ان نمل." واعتبر جعجع ان قوى 8 اذار التي تضم حزب الله هي التي تقوم "بعمليات تعطيل" في البلد قائلا "للاسف يحاولون بأشكال ملتبسة وبأشكال مموهة اعاقة تقدم الدولة... محاولات التعطيل هذه مؤسفة جدا خصوصا في هذه المرحلة بالذات التي نحن بأمس الحاجة فيها للدولة اللبنانية وليس غيرها لمحاولة الدفاع عن لبنان وتجنيبه المخاطر الموجودة في المنطقة في المرحلة الحالية." وأعرب جعجع عن اسفه للحملة التي تتعرض لها قوى الامن الداخلي على خلفية اتفاقية لتدريب قوى الامن أبرمت مع الحكومة الامريكية في العام 2007 والتي اعتبرت من قبل نواب حزب الله وحلفائه بانها تمس بالسيادة اللبنانية وبالامن القومي. وقال "البعض لاسباب سياسية سطحية ينقض على قوى الامن الداخلي وبالتالي يجب ان يعرفوا انهم يلعبون بالنار... انهم يحاولون تهشيم واحدة من المؤسسات الامنية التي كانت فاعلة في اخر ثلاث او اربع سنوات." وحسب الاتفاقية التى جاءت بعد أن منحت الحكومة الاميركية لبنان 50 مليون دولار لتدريب وتجهيز عناصر في قوى الامن فان على الجهاز المعني ان يتعهد بألا يتسرب الى التدريب عناصر تلتزم بتنظيمات تعتبرها الحكومة الامريكية ارهابية في اشارة الى حزب الله. وكانت صحيفة السفير اللبنانية كشفت منذ اسابيع عن طلب تقدمت به السفارة الاميركية استنادا الى الاتفاقية للحصول على تفاصيل تتعلق بمواقع اجهزة الارسال التابعة لوزارة الاتصالات اللبنانية لاقامة مركز وصل مركزي مهمته كشف الجرائم عن طريق مراقبة الهاتف. واثار هذا الموضوع اعتراض نواب في حزب الله الذين اعتبروا ان مثل هذه الخطوة بمثابة تنسيق امني بين بيروت وواشنطن يهدف الى تسهيل التنصت الامريكي على الهاتف في لبنان ونقل معلومات عن الحزب ونشاطه الى اسرائيل. وقال جعجج "لا يجوز ما يحصل بموضوع الاتفاق. انه ليس اتفاقا امنيا انه اتفاق تجهيز وتدريب. من المعيب ان يتم اللعب بالوقائع للنيل من خصم سياسي. فلينالوا من الخصم السياسي بالمنطق السياسي." ___________ * ليلى بسام