احتضن الحي الثقافي «كتارا» في الدوحة النسخة الثانية لمهرجان كتارا الأوروبي للجاز 2015 الذي أقيم في أجواء متميزة، ومع تحسن ملحوظ في الطقس الذي ساهم في حضور العديد من محبي الموسيقى. وشهدت هذه الدورة مشاركة سبع دول أوروبية هي سويسرا، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، النمسا، إسبانيا، وهولندا. وكانت الليلة الافتتاحية مع النمسا بعرض لمجموعة «فالب فيكشن» للفنانة فيولا فالب الحاصلة على جائزة «هانز كولر» عام 2008، وأعقب العرض النمسوي عرضٌ من ألمانيا لفرقة «شريبانك ريلودد» التي تتكون من 5 عازفين على آلات البوق، الغيتار، الطوبا والطبول. وشارك الفنان الفرنسي - اللبناني إبراهيم معلوف في هذه التظاهرة الموسيقية بعرض «الضوء الأحمر والأسود» في ثاني أيام المهرجان الذي شهد حضوراً كبيراً وتفاعلاً من الجمهور. وأبدع الفنان الإيطالي «فرنشيسكو بيرزاتي» مع فرقته الموسيقية في تقديم عرضهم الموسيقي في ثالث أيام الفاعلية، واستمتع الجمهور مع فرقة «البين برو» من سويسرا التي قدمت مزيجاً فريداً من موسيقى الجاز والموسيقى الشعبية الارتجالية من جبال الألب. ومن ثم حان دور الفرقة الإسبانية ثلاثي «بيل باليستر» التي يقودها بيل باليستر، في حين اختتم المهرجان بحفلة للفنان الهولندي ميشال بورستلاب الذي قدم مجموعة من الألحان العالمية المعروفة وأضفى عليها طابعه الخاص بتوزيع موسيقي جعل الجمهور الحاضر يتماهى مع موسيقاه في حالة من الإبداع والتألق. ويقول بورستلاب في حديث إلى «الحياة» إنه سعيد للغاية بالعودة إلى الدوحة التي زارها للمرة الأولى عام 2003، عندما تلقى دعوة من الشيخة موزا بنت ناصر لكتابة أوبرا عربية مع أوركسترا قطر الفلهارمونية. ويضيف: «شعرت بإحساس عميق قبيل بدء الحفلة، خصوصاً عندما تذكرت الدوحة التي زرتها قبل 12 سنة، وتذكرت هذا التطور الهائل الذي شهدته المدينة، متمنياً العودة للعزف مع الأوركسترا». وعن شغفه بآلة البيانو يقول: «كنت مذهولاً بهذه الآلة منذ كنت في الرابعة من عمري، وحتى الآن لم يتغير شيء سوى أني كبرت! إلا أن المشاعر التي أمر بها سواء أكانت متعلقة بالحزن، الأمل، أو الفرح، أحوّلها إلى موسيقى من خلال هذه الآلة الساحرة». ويضيف الفنان الهولندي الذي سبق أن تعاون مع الفنانة أصالة نصري والفنانة كارول سماحة في هولندا، أنه استمتع بالمشاركة مع مجموعة من العازفين الأوروبين المتميزين في مجال الموسيقى الحديثة وموسيقى الجاز. ويضيف: «لا أؤمن كثيراً بأنواع الموسيقى المختلفة، فالبعض يقول إن هذا جاز شرقي وهذا جاز أوروبي وهذا جاز لاتيني، أما أنا فأرى أنها في النهاية موسيقى، وما يهم بالفعل هو ماذا تريد أن تقول من خلال هذه الموسيقى. فأنا لا أرى اختلافاً في الأشكال الموسيقية، ولا اختلافاً في العديد من الأشياء الأخرى، كالأديان مثلاً، أو اللغات، فالناس سواسية في أمور كالحب والضحك، والموسيقى تقرب الناس ولا تفرقهم». في حين قالت إيفيت فان ايكهود سفيرة هولندا لدى قطر إن المهرجان الذي تشارك فيه هولندا للمرة الأولى قدم تجربة مميزة للجمهور في الدوحة، و «في هذه الحفلة تحديداً قدم ميشال بورستلاب رحلة شاعرية في عالم البيانو الساحر. وقد وجدنا كل الدعم من الحي الثقافي كتارا لجلبه إلى هنا وتقديم هذه الحفلة». وتأتي هذه الفاعلية ضمن رسالة «كتارا» الساعية إلى الانفتاح على مختلف الثقافات والفنون من خلال تنويع فاعلياتها وأنشطتها بما يتلاءم مع مختلف الأذواق، كما أنها فرصة رائعة يتعرف من خلالها الجمهور على موسيقى الجاز التي تستوعب مختلف الأذواق والمشاعر الإنسانية.