في مجالس النساء، تمدح المرأة زوجها، لكنها تتبع مدحها بكلمة «لكني أكره صمته فهو صامت وقليل الكلام» وهنا إشكالية غير نزيهة في سلوكيات بعض الرجال إجمالاً، فالرجل الصامت أو من يتخيل أن صمته ينقل أكثر من صورة لبنات حواء سواء كن في العصمة أو على قائمة الانتظار، يحاول أن ينقل صورة في الغالب غير صحيحة عن شخصيته، ينثر في فضاء الأنثى التي أمامه شيئاً من الغموض، يضيف إلى شخصيته بعداً عميقاً يكون بمثابة شباك، تلتف بدهاء حول رقبة الأنثى «الأخرى»، التي تعشق في الغالب غموض الرجل، وصمته، وهدوءه. لكن غاب عنه أن الرجل الصامت عاجز في الغالب عن توفير الأمان والوفاق الروحي لشريك الحياة، وهي الأهم من كل تطلعاته كرجل، تكره صمته، الذي وبكل أسف يلجأ إليه أمامها وحدها، وبعد أن يتيقن من أنها أحرقت مراكب العودة وتحولت إلى مكينة تفريخ ولن تجد مفراً من قبول الحياة معه، يتحول البيت إلى مقبرة للكلام، وهو مأساة كثير من النساء المتزوجات، وهمهن الأول والأخير.