أكد المتمردون «الحوثيون» في شمال غربي اليمن أمس انسحابهم من مديريات الملاحيظ ورازح وشذا القريبة من الحدود السعودية، لكنهم حذروا صنعاء من مغبة نشر قوات الجيش داخل القرى. وقال الناطق باسم المتمردين محمد عبدالسلام انه «تم تسليم جميع المجمعات الحكومية العسكرية والمدنية» تنفيذاً لبنود وقف النار الذي وضع اعتباراً من 12 شباط (فبراير) حداً للجولة السادسة من القتال بين المتمردين والجيش. وكان «الحوثيون» أعلنوا السبت انسحابهم من الجبل الأحمر الاستراتيجي الذي كان يستخدمه الجيش اليمني مركزاً للاتصالات العسكرية. ورداً على سؤال حول الوضع السياسي في شمال اليمن بعد وقف النار، قال عبدالسلام: «نحن في إطار تقديم خطوات من شأنها تثبيت السلام، وبعد ذلك ننتظر ما ستقدمه الدولة. هل ستفرج عن المعتقلين وتعالج المشاكل الكثيرة ومخلفات الحرب؟». وتساءل أيضاً: «هل سيكون هناك اي اعتداء علينا واستهداف لنا عبر نشر مواقع عسكرية بين بيوتنا وقرانا؟». وأضاف ان التمرد ينتظر «من السلطة عدم نشر مواقع عسكرية بين بيوتنا وفي قرانا لأن ذلك سنعتبره اعتداء». وكان وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أكد أمس لدى استقباله وفداً من «مجموعة الأزمات الدولية» برئاسة لويز اربور، التزام حكومته بإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب مع «الحوثيين» وضمان عودة النازحين الى مساكنهم. وتطرق اللقاء «الى الوضع في صعدة بعد إعلان وقف الحرب والجهود التي تقوم بها الحكومة للعمل على إعادة إعمار ما خلفته الحرب وإعادة النازحين إلى مناطقهم والعمل على إرساء الأمن والاستقرار في المحافظة بوتيرة عالية». من جهة ثانية، قالت مصادر محلية في محافظة أبين بجنوب اليمن إن قوات الأمن قتلت بالرصاص قرب نقطة تفتيش انفصالياً جنوبياً مطلوباً بموجب مذكرات توقيف عدة، لكن المعارضة اتهمت السلطة ب «اغتياله». وقالت المصادر إن القتيل يدعى وديع الجنيدي وإنه «أحد أبرز المطلوبين أمنياً وزعيم عصابة إجرامية خطير كان يقود سيارة مسروقة». وأوضحت انه قتل السبت في تبادل إطلاق نار مع حاجز أمني. لكن موقعاً إخبارياً للمعارضة الجنوبية على شبكة الانترنت قال ان الجنيدي «قتل بدم بارد» بعدما أوقفته قوات الأمن عند نقطة تفتيش فقاوم محاولة اعتقاله. وذكر موقع «عدن برس» ان «النقطة استوقفت سيارة كان فيها الناشط السياسي في الحراك الجنوبي وديع الجنيدي وحاول عناصرها إلقاء القبض عليه من دون أي سند قانوني، غير أن الشهيد وديع قاوم ورفض تسليم نفسه أو الاستسلام للجنود الذين استفزوه بعبارات نابية وألفاظ قادحة ثم قاموا بقتله بدم بارد ومع سبق الإصرار والترصد». وكانت السلطات اليمنية شنت في الأسابيع الأخيرة حملة مطاردة واسعة للانفصاليين بعد ازدياد الاضطرابات في الجنوب، واتبعت الضغط الأمني بعرض قدمه الرئيس علي عبدالله صالح للحوار السياسي مع «الحراك الجنوبي» وللبحث في مطالبه عبر المؤسسات واللجان الحكومية. على صعيد آخر، ذكرت «مؤسسة الملاحم الإعلامية» (الذراع الإعلامية لتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب») أن العضو في التنظيم إبراهيم صالح مجاهد الخليفة المكنى «أبو جندل القصيمي» لقي مصرعه في اشتباكات مع قوات الأمن اليمنية. وعرّفت القتيل بأنه من الرس (شمال منطقة القصيم). لكن البيان الذي نشره ايضاً عدد من المواقع القريبة من «القاعدة» لم يذكر موعداً ولا مكاناً للمعركة التي قتل فيها الخليفة. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي ل «الحياة» أن الخليفة يعد أحد المطلوبين الأمنيين، غير انه لم تتوافر المعلومات عن ارتباطه ب «القاعدة» إلا بعد صدور قائمة ال85 مطلوباً، لذا لم يكن مدرجاً عليها. وطبقاً لمعلومات التنظيم، فإن الخليفة تخرّج في كلية المعلمين في القصيم، وعمل معلماً في محافظة الدوادمي (400 كيلومتر غرب الرياض)، قبل ان ينتقل إلى اليمن حيث انضم إلى «القاعدة» وتعلم أساليب حرب العصابات وصنع المتفجرات. وكان قائداً لسرية «القاعدة» التي تحمل اسم «عبدالله باتيس» والتي اغتالت ثلاثة ضباط يمنيين في حضرموت.