نفذت طائرات أميركية وروسية أمس أول تدريب مشترك في الأجواء السورية منذ تدخل البلدين جواً، بالتزامن مع اعلان وزارة الدفاع الروسية انها قصفت اهدافاً بفضل معلومات من معارضين سوريين، في وقت اتجهت موسكو الى استضافة اجتماع جديد لممثلي الحكومة والمعارضة الأسبوع المقبل، وسط اشارات الى «تقارب» مع واشنطن ودول اقليمية حول «قائمة موحدة» للمدعويين، بالتزامن مع اعلان الخارجية الروسية ان «بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة ليست مسألة مبدئية مقابل رفض دمشق مبدأ الفترة الانتقالية. وقال قائد العمليات العسكرية الروسية في سورية الجنرال اندري كارتابولوف إن القوات الجوية الأميركية والروسية أجرت تدريباً مشتركاً في سورية أمس، الأمر الذي اكده الجيش الأميركي لافتاً الى ان مقاتلة أميركية أجرت اختباراً على الاتصال مع مقاتلة روسية في سماء سورية. وقال كارتابولوف «ان مقاتلات روسية قصفت للمرة الأولى اهدافاً ارهابية في سورية بفضل معلومات قدمها ممثلون للمعارضة» السورية. وأضاف: «أنشأنا مجموعة تنسيق لا يمكن الإفصاح عن اعضائها»، مكتفياً بالحديث عن «تعاون وثيق» يتيح توحيد جهود الجيش السوري النظامي و»قوات وطنية سورية» سبق ان كانت في صفوف النظام. وإذ اعلن كارتابولوف إن روسيا وإسرائيل تبلغان بعضهما بعضاً باستمرار في شأن الوضع في المجال الجوي السوري، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون: «ما هي سياستنا في سورية؟ نقول: نحن لا نتدخل. لدينا رأي في ما يتعلق بما نود ان يحدث هناك. لكن لأسباب ذات حساسية لسنا في موقف ولا وضع يسمح بأن نقول اننا نؤيد الأسد أو أننا ضد الأسد». وأكد مجدداً «الخطوط الحمراء» التي تقول اسرائيل انها ستؤدي الى عمل عسكري اذا تم تجاوزها. سياسياً، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ان موسكو «لم تقل ابداً ان الأسد يجب ان يبقى وهذا امر يجب أن يحدده الشعب السوري، روسيا لا تقول ان عليه ان يبقى او ان يرحل». ولفتت زاخاروفا الى تحقيق «توافق جزئي بين روسيا والولايات المتحدة والسعودية حول المعارضة السورية التي يمكن إجراء مفاوضات معها». ويجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم محادثات مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الذي قال في ختام زيارة الى دمشق ان «ما نحتاجه ايضاً هو بعض الوقائع على الأرض، بعض وقف اطلاق النار وخفض العنف». وأضاف: «من شأن ذلك ان يحدث فرقاً كبيراً لإعطاء الشعب السوري انطباعاً بأن اجواء فيينا لها تأثير فيهم». وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قال إن موسكو ستستضيف الأسبوع المقبل اجتماعاً تشاورياً سورياً جديداً، مؤكداً ان الخارجية الروسية أرسلت دعوات إلى ممثلي الحكومة والمعارضة لعقد جلسة ثالثة لمنتدى الحوار السوري - السوري. وكان هذا الأمر وتقويم نتائج اجتماع فيينا، ضمن محادثات نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان في طهران أمس. ونقلت مصادر ان الاجتماع تطرق إلى الشخصيات المعارضة التي ستوجه اليهم الدعوات من قبل الجانبين الأميركي والروسي اضافة الي الاقتراح الإيراني لحل الأزمة السورية. ورفض المقداد فكرة فترة انتقالية لحل الأزمة في بلاده قائلاً إنها موجودة فقط «في أذهان من لا يعيشون على أرض الواقع». وقال: «نتحدث عن حوار وطني في سورية وحكومة موسعة وعملية دستورية ولا نتحدث نهائياً عما يسمّى فترة انتقالية». ويشتبه النظام بسعي خصومه الى نصب فخ للإطاحة به عبر صناديق الاقتراع على خلفية «بيان فيينا» الذي أكد حق ملايين السوريين الموجودين في الخارج بالمشاركة في انتخابات مقبلة محتملة «بإشراف وإدارة الأممالمتحدة». وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن الأسد لا يمكن ان يترشح في الانتخابات المقبلة في سورية، مضيفاً ان «الحل الوحيد» للنزاع المستمر يقوم على تنظيم انتخابات. وصرح هولاند إلى اذاعة «اوروبا1» ان «الحل الوحيد هو اجراء انتخابات في وقت ما، طبعاً بعد احلال الأمن لكن من دون ان يترشح الأسد في هذه الانتخابات». في دمشق، ارتفع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية الى حد قياسي غير مسبوق، وصل الى 380 ليرة للدولار علماً أنه كان 46 ليرة في العام 2011.