مع بداية شهر تشرين الأول (اكتوبر) من كل عام، يتسارع المزارعون وعائلاتهم في الأردن وفلسطين إلى قطف ثمار شجر الزيتون، استعداداً للموسم الذي يحتل أهمية قومية واقتصادية كبيرة لدى سكان الدولتين. ويعد الموسم مناسبة يجتمع فيها الأقارب والأصدقاء ليتعاونوا على قطف الزيتون من دون الإضرار بالشجر، ثم جمعه وتعبئته في صناديق أو أكياس خاصة به، حتى يتم ارساله إلى المعصرة لتحويله إلى زيت أو زيتون مخلل. ويتم جمع الزيتون من خلال فرش قطع كبيرة من البلاستيك أو الخيش أو القماش تحت الشجر، لتغطية المساحة الكاملة التي تسقط عليها الحبوب. وللحصول على زيت زيتون بكر ممتاز، يحرص المزارعون على أداء كل الخطوات، بدءاً من قطف الثمار حتى عصرها، بعناية شديدة. وينصحون عادة بعصر الزيتون بعد قطفه مباشرة، لينتج زيتاً ذا جودة ممتازة، ما يستوجب على المزارع أخذ موعد في المعصرة قبل موسم القطف، حتى لا يضطر إلى الإنتظار ساعات بين القطف والعصر. ولكل مزارع طريقته الخاصة في قطف الزيتون وتخزينه. ففي حين يفضل بعضهم وضع الثمار في أكياس، يعتبر آخرون أن ذلك يؤدي إلى تخمّر الزيتون سريعاً، مفضلين بدلاً من ذلك وضعه في علب خشب. وقامت بعض دول العالم المنتجة للزيتون بتحديد معايير لدرجة نضج الثمار من أجل تحويلها إلى مخلل، تشمل لون الثمار ونسبة الزيت فيها وظروف نمو المحصول. ويعرف المختصون أن مستوى النضج المناسب لتخليل الزيتون، يتطلب أن تكون الثمرة صلبة ولا ينفصل لبها عن النواة، أما الثمار الناضجة بدرجة أكبر، فيكون لبها طرياً، ما يعني أنها غير صالحة لأن تصبح مخللاً كونها تفسد بسرعة أثناء التخليل. ويتركز إنتاج الزيتون في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث تقع البلدان ال10 الأكثر انتاجاً للزيتون، ويشكل إنتاجها مجتمعة 95 في المئة من الإنتاج العالمي. يذكر أن أقدم شجرة زيتون في العالم توجد في تلال القدس الجنوبية بفلسطين، ويطلق عليها السكان اسم "شجرة سيدنا أحمد البدوي"، ويزيد عمرها على خمسة آلاف و500 عام.