بدأ رئيس زعيم «المجلس الأعلى» عمار الحكيم مشاورات مع القوى الكردية في إقليم كردستان لرأب الصدع الناجم عن أزمة رئاسة الإقليم، فيما دعت بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق أطراف الأزمة إلى «احترام الديموقراطية». وكان رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني القيادي في الحزب «الديموقراطي»، بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، أقال أربعة من وزراء حركة «التغيير» ومنع رئيس البرلمان من مزاولة مهماته، إثر إتهامها بالوقوف وراء أعمال عنف طاولت مكاتب الحزب على خلفية أزمتي الرئاسة والرواتب. وعلمت «الحياة» أن الحكيم الذي وصل إلى السليمانية مساء أمس سيجتمع بالقوى الكردية الرئيسية، وأبرزها حزب طالباني، ناهيك عن قادة حركة «التغيير» ل «تقريب وجهات النظر» بين أطراف أزمة الرئاسة خصوصاً الديموقراطي والحركة، وتؤكد المصادر أن جهود الحكيم تواجه صعوبات في ظل فشل وساطات محلية سابقة، فضلاً عن أخرى أجرتها كل من واشنطن ولندن وطهران. وفي تطور لافت، أعلنت «التغيير» أمس إعادة فتح مكتبها الرئيسي في أربيل بعدما أغلقته كإجراء احترازي، في 10 الشهر الماضي، من ردود فعل غاضبة على حرق مقرات «الديموقراطي» الذي أقدم بدوره على غلق المكاتب الإعلامية للحركة إلى جانب قناة إن آر تي» المستقلة. وأجرى قادة في حزب طالباني أمس مشاورات مع حزب «كادحي كردستان» في سياق سلسلة لقاءات ضمن جهود وساطة، وأكد بيان صدر عقب الاجتماع «أهمية وحدة الصف الكردي استعداداً لوضع مشروع واستراتيجية لمستقبل القضية الكردية»، وحذر الجانبان من «وضع التجربة الكردية على المحك في وقت تواجه المنطقة متغيرات، ولا يجوز أن يكون فيها الكرد منقسمين، ويجب إشراك الجميع في القرار السياسي مع احترام نتائج الانتخابات، ورفض أي محاولة للعودة إلى نظام حكم الإدارتين (أربيل والسليمانية)، أو حل أزمة بأخرى»، وأشار حزب طالباني إلى أن «الخيار الأخير يكمن في إجراء انتخابات مبكرة في حال عدم التوصل إلى اتفاق». وخلال لقائه السفير البريطاني فرانك بيكر، دعا نائب رئيس البرلمان الاتحادي، من حركة «التغيير»، آرام شيخ محمد بريطانيا إلى «توسيع دورها في التوسط بين القوى الكردية». من جهة أخرى أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق في بيان عن «القلق إزاء «المأزق الحالي المتعلق برئاسة الإقليم وخطر الاختلافات السياسية الداخلية التي من شأنها أن تلهي عن محاربة داعش»، داعية القوى الكردية الى «احترام مبادئ وقيم الديموقراطية.