أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي نجاح قوات الأمن في حماية بغداد من الإرهاب ب «نسبة 100 في المئة»، وقال إن الموقف العسكري في البلاد يسير نحو التحسن، فيما شكا من العجز المالي، متهماً الحكومات السابقة بعدم استثمار ايرادات النفط، فيما دعا الأممي الدولي إلى العراق يان كبيتش، بعد لقائه المرجع الشيعي علي السيستاني، الحكومة والمجتمع الدولي إلى مساعدة النازحين. وقال العبادي في كلمة خلال افتتاح الدورة ال 42 لمعرض بغداد الدولي إن «القوات الأمنية تمكنت من تأمين العاصمة عسكرياً بنسبة 100 في المئة»، وأضاف أن «الإرهاب كان يهدد أطرافها قبل عام والآن أبعدنا الإرهاب مسافات بعيدة». وأشار الى أن «الحرب تأخذ الأولوية في الإنفاق، ولا يمكن أن نسمح بالتراجع لأننا لا يمكن أن نبني وطننا من دون أن ننتصر»، ودعا جميع السياسيين الى «الوحدة وعدم الاختلاف على الانتصارات وخدمة المواطن والنهوض بالاقتصاد والإعمار والاستثمار ودعم المقاتلين». وتابع ان «الأزمة المالية لم تمنعنا من تحقيق انتصارات باهرة في المعارك فقد حررنا مئات الكيلومترات في قواطع بيجي»، وأكد أن «أحداً لم يكن يتخيل تحرير هذه المناطق بهذا الوقت القياسي لكن تمّ بجهود المقاتلين من القوات المسلحة والحشد الشعبي وجميع الصنوف وأبناء العشائر الذين التحموا على رغم خلاف السياسيين للدفاع عن العراق». وعن الأزمة الاقتصادية قال إن «السياسة الاقتصادية للدولة العراقية خلال السنوات الماضية لم تستثمر ارتفاع أسعار النفط وزيادة ايراداته»، وأضاف أن «هذه الإيرادات تم استغلالها لإنفاق حكومي كبير أوقعنا في مشاكل مالية في الوقت الحالي، فالحكومة تواجه الآن إنفاقاً عالياً جداً وكله واجب الدفع أمام واردات لا تفي بذلك اضافة الى الحرب التي لم تكن اختيارنا وفرضت علينا لكن القوات الأمنية تتقدم ويجب أن ننجح فيها». ولفت الى ان «الحرب مكلفة وبالتالي أمامنا تحد آخر. كيف نستطيع أن نستمر بتمويل الإنفاق الحكومي العالي الذي ارتفع بدرجات كبيرة خلال السنوات الماضية والإنفاق على الحرب والاستمرار في الانتصارات». وأشار الى ان حكومته «التزمت منهاجاً واضحاً وهو تشجيع القطاع الخاص والشراكة بين القطاعين العام والخاص، وهذا أحد أسس برنامجنا الحكومي»، وشدد على أن «الحكومة تعمل لإزالة العقبات والبيروقراطية والروتين الحكومي الذي عرقل الاستثمارات والنشاط الاقتصادي والتحول إلى الاقتصاد المفتوح، وتعمل على إزالة العقبات التي ترسّبت على مدى السنوات الماضية، حين عاش العراق مدداً طويلة من الحروب والإنهاك وتدمير الاقتصاد وتبديد الثروات، واليوم مع هبوط اسعار النفط ووجود صعوبات مالية». وأوضح ان «السياسة العراقية على مدى 40 عاماً اعتمدت على النفط بنسبة 90 في المئة ولم نستثمر ارتفاع الأسعار في مجالات أخرى، وبمجرد أن ضربت اسعار النفط أصبحت أمامنا مشكلة مالية كبيرة». في النجف قال كوبيتش خلال مؤتمر صحافي، عقب اجتماعه مع السيستاني ان «اللقاء بالمرجع تضمن مناقشة الأوضاع في العراق في شكل معمق والرؤيا التي يمكن للأمم المتحدة من خلالها تقديم المساعدة». وأضاف أن «صوت النجف ليس لمكون واحد بل لجميع المكونات وللمجتمع الدولي أيضاً، وأن مكونات الشعب العراقي جميعها متساو وجميعها يعاني المشاكل». وأكد ضرورة «الحاجة إلى إصلاح حقيقي وجوهري وتلبية احتياجات الناس والإسراع في العملية الإصلاحية ومعالجة الفساد واتخاذ إجراءات وقائية تمنع الفساد مستقبلاً والعمل على ملاحقة من سرق أموال العراقيين». واعتبر «انتقاد الإصلاحات ليس جيداً»، ودعا السياسيين ومنظمات المجتمع المدني إلى «دعمها وتقديم الأفكار البديلة». وزاد إن «العراق يواجه تحدياً يتمثل بداعش والقوات الأمنية والبيشمركة والحشد الشعبي وأبناء العشائر لعبوا دوراً كبيراً في مواجهة التنظيم»، ودعا إلى «الإقرار بذلك الدور»