وجّه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بتشكيل غرفة عمليات تضم غرفة العمليات وزراء الداخلية والإدارة المحلية والصحة العامة والسكان والثروة السمكية لمواجهة مخاطر إعصار (تشابالا)، المتوقع أن يضرب سواحل عدد من المحافظات اليمنية خلال الساعات المقبلة. وأكد هادي على ضرورة التنسيق مع الدول التي من المتوقع أن يصل الإعصار إلى سواحلها وفي مقدمها عمان، كما وجّه بتشكيل غرف عمليات فرعية برئاسة محافظي حضرموت وشبوة والمهرة وأرخبيل سقطرى، وهي المحافظات المهددة بوصول الإعصار إلى سواحلها. وشدد الرئيس اليمني على اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، لمواجهة المخاطر المحتملة من اقتراب الإعصار إلى السواحل اليمنية الذي يتوقع أن يضرب سواحل محافظات سقطرى والمهرة وحضرموت وشبوة خلال الساعات المقبلة. وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن العاصفة المدارية الشديدة (تشابالا) تحولت إلى عاصفة إعصارية شديدة الخطورة، وأنها ستتحرك باتجاه جهة الغرب والشمال الغربي باتجاه سواحل اليمن وعمان. في السياق ذاته، قال الدكتور عادل باحميد محافظ حضرموت ل«الحياة» إن إدارته قامت باتخاذ جملة من التدابير الاحترازية بحسب الإمكانات الشحيحة في المحافظة، في ظل تعقيدات المشهد الأمني وسيطرة المجموعات المسلحة على العاصمة المكلا. وأشار المحافظ إلى أن المناطق الواقعة على الشريط الساحلي من محافظة المهرة وحتى الديس الشرقية في المكلا مهددة بشكل جدي، إذ يتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى 100 كم في الساعة، ويتجاوز ارتفاع الموج 10 أمتار. موضحاً أنه تم تشكيل لجنة عليا للطوارئ في المحافظة بشقيها ساحلاً ووادياً ضمت كل الجهات المختصة. وأضاف «كما تعلمون لا زالت المجاميع المسلحة تسيطر على عاصمة المحافظة ولكن مع ذلك تم إنشاء غرفتي عمليات واحدة في المكلا وأخرى في سيئون تتبع اللجنة العليا للطوارئ في المحافظة، وبدأت الاستعانة بفرق من المتطوعين وعقال الحارات لمحاولة توعية الناس بالموضوع ومحاولة إجلاء الساكنين على الخط الساحلي مباشرة، كما تم التواصل مع فرق المتطوعين الشبابية في محاولة لنشر فرق على معظم المناطق والمربعات السكنية». وكشف محافظ حضرموت، أن اللجنة العليا للطوارئ التي شكلها الرئيس هادي اجتمعت أمس في الرياض في محاولة للتواصل مع الأشقاء في عمان والسعودية، مشيراً إلى أن الاجتماع عقد برئاسة وزير الداخلية اللواء عبده الحذيفي. وتابع «أبرز نتائج الاجتماع هو استمرار اللجنة في حال انعقاد دائم وإنشاء غرفة عمليات في الرياض مركزية، والتوجيه لمحافظي سقطرى والمهرة وحضرموت وشبوة بإنشاء لجان طوارئ وعمليات، والتوجيه للهيئة العامة للأركان في الجيش اليمني بضرورة إسهام القوات المسلحة المنتشرة في هذه المحافظات في الاستعداد للمساعدة في حال الاحتياج، كما تم إقرار التواصل مع المنظمات الدولية منها منظمة الصحة العالمية، والتواصل مع مراكز الأرصاد في كل من عمان، والسعودية لمراقبة الحال الجوية». وفي سؤال عن عمليات إجلاء للسكان من على الشريط الساحلي بحضرموت، قال الدكتور عادل «حتى الآن نحاول إقناع الأهالي، للأسف البعض يرفض الإجراءات بحجة أن الإنذار يتكرر في كل مرة ولا يحدث شيئاً، مع أن هذه المرة الوضع مختلف في تقديرات المراصد الجوية، ويتم الآن إقناع هؤلاء وعقد لقاءين أمس في المكلا مع عقال الحارات وأئمة المساجد، خصوصاً أولئك الواقعين على الشريط الساحلي، وأهمية التوجه لبعض المناطق المرتفعة على أن تجهز لهم بعض المدارس والمساجد ومراكز الإيواء الموقتة حتى تمر العاصفة بسلام ثم يعودوا إلى منازلهم سالمين». ولفت محافظ حضرموت إلى أنه تم حشد الإمكانات من سيارات إسعاف ودفاع مدني وجرافات وتوزيعها على مربعات مختلفة تحسباً لقطع الطرقات بسبب الفيضانات. وزاد «نتلقى تحديث حالة كل ساعتين، ومركز الأرصاد الوطني يمدنا بالتحديث كل ست ساعات في اليمن، الحالة الآن وصلت لثلاثة مناطق على الشريط الساحلي اليمني التي تتعرض للإعصار، المنطقة الأكثر خطورة هي محافظة المهرة وبالتحديد مناطق قشن، حصوين، عتاد، الغيضة، وسيحوت، وسرعة الرياح قد تصل إلى 100 كم في الساعة مساء يوم غد (الإثنين)، وارتفاع الموج إلى 10 أمتار في هذه المناطق، أما المنطقة متوسطة الخطر فتمتد من سيحوت في المهرة إلى الديس الشرقية في حضرموت وارتفاع الموج فيها سيكون ستة أمتار، والمنطقة الثالثة الأقل خطورة ما بين الديس الشرقية إلى مدينة المكلا عاصمة المحافظة، وقد تصل سرعة الرياح فيها إلى 17 كم في الساعة، وارتفاع الموج من 2–3 أمتار».