حذرت وزارة الداخلية التونسية من خطر يهدد المنطقة الحدودية مع ليبيا بعد تلقيها معلومات عن إقامة تنظيم «داعش» معسكرات تدريبية هناك، وذلك في وقت تسعى فيه تونس إلى انشاء وكالة للاستخبارات لدعم جهود الدولة في مكافحة الإرهاب. وقال مستشار وزير الداخلية وليد اللوقيني إن بلاده «توصلت إلى معلومات تفيد بأن تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا ركز معسكرات لتدريب مسلحيه على فنون القتال في مناطق عدة قريبة من الحدود التونسية». وحذر اللوقيني في تصريح الى الحياة، من أن تنظيم «داعش» في ليبيا «يمتلك الإمكانيات ذاتها التي يمتلكها في سورية والعراق»، مشيراً إلى أن مقاتلي «داعش» يجيدون حرب العصابات التي ترهق الجيوش النظامية. وشدد المستشار الإعلامي لوزير الداخلية التونسي على جاهزية الوحدات الأمنية والعسكرية التونسية «لمواجهة خطر التنظيم المتزايد على تونس»، مضيفاً أن الخطر الذي تمثله الجماعات الإرهابية يستوجب المزيد من الحيطة والحذر. وكان رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد حذر في وقت سابق من أن تقترب «داعش» من حدود بلاده الجنوبية وأن تسيطر على مناطق قريبة من تونس، داعياً المجتمع الدولي إلى مساعدة بلاده «لمواجهة خطر الإرهاب الذي يهدد المنطقة كلها». وفي سياق متصل، بحث مجلس الأمن القومي التونسي سبل انشاء وكالة للاستخبارات «لتعزيز جهود قوات الأمن والجيش في التصدي للخطر الإرهابي» وفق بيان لرئاسة الجمهورية. وحذرت تقارير أمنية واستخباراتية من هجمات محتملة قد تنفذها مجموعات مسلحة قادمة من الأراضي الليبية بخاصة بعد سيطرة مجموعات متشددة على مناطق قرب الحدود التونسية الليبية جنوب البلاد، وكانت وحدات الجيش التونسي أحبطت عمليات تسلل وتهريب أسلحة ومقاتلين عبر الحدود. وذكرت تقارير أمنية أن 250 مقاتلاً تونسياً في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية انتقلوا إلى الأراضي الليبية منذ بدء القصف الجوي الروسي على مواقع «داعش» فوق الأراضي السورية. ويشارك 5 آلاف تونسي في المعارك التي تخوضها مجموعات مسلحة عدة ضد النظام السوري منذ عام 2011. وشدّدت تونس إجراءاتها الأمنية بخاصة على الحدود الجنوبية مع ليبيا غداة الهجومين المسلحين اللذين استهدفا متحف باردو في العاصمة التونسية ومنتجعاً سياحياً في مدينة سوسة الساحلية ما أسفر عن مقتل عشرات السياح الأجانب في أكثر الهجمات دموية في تاريخ البلاد. في غضون ذلك، أطلقت مجموعة ليبية مسلحة صباح أمس، سراح عشرات التونسيين كانت احتجزتهم مساء الجمعة في منطقة «حشان» في العاصمة الليبية طرابلس، ولم تتضح إلى حد الآن أسباب الاحتجاز في ظل صمت الخارجية التونسية. وذكر أحد أقارب المحتجزين أن المجموعة المسلحة أطلقت سراح المحتجزين مؤكداً أنه اتصل بقريبه وأعلمه بالإفراج عن الجميع، ووفق التقارير الإعلامية فإن عدد المحتجزين تجاوز 100 شخص. وشهدت مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا (جنوب شرق) حالة من التوتر والاحتقان، حيث أقدم أهالٍ على غلق الطريق المؤدية إلى معبر راس جدير، مطالبين بمنع الليبيين من دخول الأراضي التونسية وذلك على خلفية تكرّر عمليات احتجاز تونسيين في ليبيا.