كرّرت إيران أمس، مطالبتها الدول الست المعنية بملفها النووي، برفع فوري للعقوبات بعد إبرام اتفاق محتمل. وأكدت أنها لا تعتزم تقديم «مزيد من التنازلات»، وحضت الغرب على اتخاذ «خطوات جريئة» تطوي الملف. وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي: «تتوقّع الولاياتالمتحدة منا أن نوافق على أن ترفع عنا العقوبات تدريجاً، ولكن هذا ليس مقبولاً. إذا أردنا أن نحصل على اتفاق نهائي بحلول 24 تشرين الثاني (نوفمبر)، يجب أن يتضمن الاتفاق رفعاً فورياً للعقوبات». مصادر إيرانية أبلغت «الحياة» أن حكومة الرئيس حسن روحاني راهنت منذ بداية المفاوضات، على إبرام اتفاق نهائي في مدة أقصاها ستة اشهر أو سنة على أبعد تقدير، من أجل إغلاق الملف النووي. واعتبرت أن توقّعات الغربيين تقديم طهران مزيداً من التنازلات، ليست في محلها، لافتة إلى أن إيران «عملت لتبديد قلق الغرب من خلال خطوات في برنامجها النووي». ورأت أن «الكرة في ملعب الغرب، تحديداً الولاياتالمتحدة، لتتخذ خطوات مهمة وجريئة من أجل إنهاء الملف». وتصدى علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، لحملات أصوليين على الوفد المفاوض مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، إذ اتهمته بتجاوز الخطوط الحمر التي حددها المرشد. ورفض ولايتي الاتهامات، مؤكداً أن وزير الخارجية محمد جواد «ظريف ومساعديه لم يتجاوزوا الخطوط الحمر التي رسمها قائد الثورة، وجهودهم تسير في إطار معايير النظام». فتوى خامنئي في غضون ذلك، أجرى وفد من «مؤتمر الأساقفة الكاثوليك» في الولاياتالمتحدة زيارة تُعتبر سابقة لمدينة قم حيث التقوا رجال دين إيرانيين. وقال الأسقف ريتشارد بيتس، رئيس لجنة السلام والعدل الدوليين في المؤتمر إن «الإيرانيين يشعرون بأن أميركا والغرب يسيئان كثيراً فهمهم». وتطرّق المسؤول في المؤتمر ستيفن كوليتشي إلى فتوى أصدرها خامنئي بتحريم السلاح النووي، قائلاً: «إيران ثقافة دينية جداً وحديثة جداً. إنها ليست إطلاقاً مثل الرسوم الكاريكاتورية للدين المتعصب والتي نراها في غالبية الأحيان، ويجب النظر إلى الفتوى في ضوء ذلك». وأضاف أن الإيرانيين «يتحدثون باستفاضة (عن الفتوى) ويدافعون عنها»، مضيفاً: «إمكان تغيير فتوى بين ليلة وضحاها ليس وارداً، وهذا يجب أن يأخذه الديبلوماسيون في الاعتبار». إلى ذلك، أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن مسؤولين بارزين في مجموعة «آبل» المعلوماتية الأميركية التقوا في لندن مسؤولين عن شركات توزيع إيرانية، وناقشوا احتمال دخول السوق الإيرانية إذا خُفِّفت العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران. ولا تنوي المجموعة إدارة فروع ل»آبل ستور» في إيران، بل الاستعانة بشركاء محليين لمنحهم امتيازات من أجل إنشاء متاجر متوسطة الحجم تعرض فيها منتجاتها. وأشارت الصحيفة إلى أن «آبل» تستطيع الاستفادة من رفع الولاياتالمتحدة حظراً على تصدير تكنولوجيا اتصال شائعة الاستعمال إلى إيران.