قرّرت سيدة أميركية أن تخيّر ابنتها (4 سنوات) المصابة بمرض قاتل يُعرف بالاعتلال العصبي الوراثي، بين الموت الرحيم أو المستشفى. وسألت هذه السيدة ابنتها: هل تريدين الذهاب إلى المستشفى أم إلى الجنّة؟ الأمر الذي اعتبره البعض غير مقبول، إذ إن هذه الطفلة لا تعرف بعد معنى الموت. ونشرت السيدة ميشيل على مدونتها الخاصة، الحوار الذي دار بينها وبين ابنتها جوليانا، التي وصفتها بأنها جميلة وتتمتع بروح فكاهية، وعلى رغم صغر سنها إلا أنها ذكية. وقالت الأم أنه في العام 2014، خضعت ابنتها لجراحات كثيرة، نتيجة فشل جهازها التنفسي، وأنها في كل مرة كانت تمضي أسابيع في المستشفى من أجل التنفس فقط. وأشارت الأم إلى أن حالة جوليانا أصبحت أسوأ مما كانت عليه في السابق، إذ كانت قبل 18 شهراً قادرة على المشي بواسطة جهاز مساعد للمشي، لكنها اليوم غير قادرة على الجلوس في السرير، وقالت أنها تضع جهازاً على مدار الساعة لمساعدتها على التنفس. وذكرت السيدة ميشيل أنه وبعد سوء حال ابنتها في الخريف الماضي، قررت أن تأخذها إلى المستشفى من أجل المتابعة والملاحظة المستمرة. ولكسر الروتين، اقترح أطباء أن تتنقل الطفلة بين المستشفى والمنزل. وتحكي الأم أنه بعد أشهر من التنقل بين المنزل والمستشفى، تحدثت الطفلة جوليانا إلى والدتها، وأخبرتها أنها لا ترغب في الذهاب إلى المستشفى مرة أخرى. ونشرت الأم الحوار الذي دار بينهما، والذي جاء على النحو التالي: - الطفلة: أمي، هل تريدين أن تعطيني حقنة؟ - الأم: يعتمد ذلك على حاجتك إليها. - الطفلة: تريدينني أن أذهب إلى المستشفى لأخذ الحقنة؟ - الأم: لا تريدين الذهاب الى المستشفى، أليس كذلك؟ - الطفلة: لا أحب أخذ علاجهم. - الأم: أعرف... إذا مرضت مرة أخرى، هل تريدين البقاء في المنزل؟ - الطفلة: أنا أكره هذا العلاج وأكره المستشفى. - الأم: حسناً... إذا مرضت مرة أخرى... تريدين البقاء في المنزل، لكنك تعرفين أنه إذا بقيت في المنزل ستذهبين إلى الجنة. - الطفلة: (أومأت برأسها موافقة). - الأم: سيعني ذلك أنك ستذهبين إلى الجنة لوحدك. أنا ووالدك لن نكون برفقتك. - الطفلة: نعم، لكنني لن أكون وحيدة هناك. - الأم: نعم، لن تكوني وحيدة. - الطفلة: هل سيذهب الناس إلى الجنة قريباً؟ - الأم: لا أحد يعرف متى سيذهب إلى الجنة. في بعض الأحيان، يذهب الأطفال إلى الجنة، وأحياناً يذهب الكبار جداً. - الطفلة: هل سيذهب معي أخي (أليكس 6 سنوات) إلى الجنة؟ - الأم: غالباً لا، أحياناً لا يذهب الناس إلى الجنة سوياً في الوقت نفسه. في معظم الأوقات، يذهب كل شخص لوحده. هل يخيفك ذلك؟ - الطفلة: لا. الجنة جيدة، لكنني لا أحب الموت. الأم: أعرف، الموت هو الجزء الصعب. لكن لا يجب أن نخاف من الموت، لأننا نؤمن بذهابنا إلى الجنة. لكنه أمر محزن لأنني سأشتاق إليك كثيراً. - الطفلة: لا تقلقي، لن أكون وحيدة. - الأم: أعرف... أحبك. - الطفلة: بجنون؟ - الأم: نعم، أحبك بجنون. وأنا محظوظة جداً. - الطفلة: وأنا أيضاً محظوظة جداً لأنك تحبينني جداً. وعبّر عدد كبير من المعلّقين في المدونة عن تعاطفهم مع الطفلة، وأعجبوا بحوارها مع أمها، وبذكائها على رغم صغر سنها. واستنكر بعضهم على الأم أن تكسر قلب ابنتها بمخاطبتها عن الموت، خصوصاً أنها لا تعي جيداً ما سيحدث لها. وقالت إيميليا: "أستغرب أن تعرض الأم على ابنتها هذه الخيارات. مثل جوليانا تستحق أن تعيش كل ساعة من عمرها. يكفي أنها تجري مثل هذا الحوار الرائع". وشارك ويليام قائلاً: "الخيارات باطلة، لأن الطفلة لا تعرف معنى الموت، ولا يحق لأحد أن يسلب منها حياتها".