أثارت التسريبات عما جرى في جلسة هيئة الحوار الوطني اللبناني، اول من امس، لبحث الاستراتيجية الدفاعية، ردوداً ومواقف على رغم التزام أطراف الحوار نهج التهدئة السياسية. وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد حول ما نشر في شأن «شطب عبارة المقاومة من البيان الختامي للجلسة»: «ان رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة وعلى طريقته يحاول ان يتسلل دائماً ليدس نصاً، ربما قاله هو على طاولة الحوار ويريد ان يسجله في البيان الختامي معترضاً على وجود تعابير اخرى تحفظ للمقاومة وللجيش اللبناني وللشعب اللبناني حقهم في التصدي للعدوانية الإسرائيلية». ولفت في تصريح الى وكالة «اخبار اليوم» الى ان «ما أقرته هيئة الحوار في بيانها الختامي من اعتماد «بند الاستراتيجية الوطنية للدفاع» يلغي كل حديث خارج هذا الموضوع، ما يعني ان هذه الاستراتيجية يمكن ان تشمل المجالات الديبلوماسية والثقافية والإعلامية والاقتصادية والمجال الأمني - المائي، وكل ما يتصل بتحصين لبنان في وجه عدوانية الإسرائيلي، وهذا برأينا هو الموضوع الذي ينبغي ان ينصب اهتمام اللبنانيين حوله». وأشار الى ان «بعض الأشخاص في الأكثرية حاول ان يمرر موضوع اتفاق الهدنة، لكن لم يكن ذلك الموضوع الأساس»، مشيراً الى ان «هناك افكاراً متناثرة طرحت على الطاولة لا تصب ضمن منهجية ورؤية في سياق واحد». وشدد على ان «حزب الله منفتح على مناقشة كل فكرة يمكن ان تحصن لبنان بوجه العدوانية الإسرائيلية، وتحمي المجتمع اللبناني». واستدعى تصريح رعد رداً من المستشار الإعلامي للرئيس السنيورة عارف العبد الذي أكد أن «لا جدال في موقف الرئيس السنيورة حول المقاومة ودور المقاومة في تحرير الأرض، انما خلال مراجعته المسودة وجد فقرة لم يتم بحثها في الحوار، معرباً عن اعتقاده أن ادخالها على البيان تفخيخ للحوار». وقال ل «اخبار المستقبل»: «أن يصوّر أن الرئيس السنيورة شطب كلمة مقاومة من البيان الختامي لجلسة الحوار الوطني من دون نقل كلمته كاملة، هو تشويه لموقفه وللحوار وتفخيخه». وأوضح قائلاً: «الرئيس السنيورة كلف أمس صياغة البيان الختامي مع احد المسؤولين في القصر الجمهوري، وهذا البيان اعدت له مسودة تضمن النقاط الرئيسة التي اثارها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في مقدمة الجلسة. وخلال مراجعته مسودة البيان وجد فقرة لم يذكرها الرئيس سليمان ولم يتم النقاش بها داخل جلسة الحوار». ورأى ان «ادخال فقرة على البيان، لم تتم مناقشتها تفخيخ للحوار ولا علاقة له بالأمانة، والرئيس السنيورة اوضح في بداية جلسة الحوار ان اساس المشكلة وجوهرها في المنطقة العربية يرجع الى اغتصاب فلسطين من الحركة الصهيونية وتشريد الفلسطينيين وقيام دولة اسرائيل واستمرار اطماعها في التوسع والاحتلال». وانتقد العبد الحديث عن «تسلل»، ورأى «ان بهذا المعنى فإن الجميع كان متسللاً». وسجلت مواقف من جلسة الحوار، فاعتبر عضو كتلة «المستقبل» النيابية عاطف مجدلاني «ان ما من سبيل آخر لحل موضوع سلاح حزب الله إلا الحوار»، لافتاً الى «ان حزب الله لا يمكنه ان يبقى متصلباً برأيه ولا الفريق الآخر». وامل مجدلاني بعد لقائه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة بأن «يرتقي هذا التواجد الذي حصل في بعبدا حول الطاولة، الى مستوى اللقاء بين الأفرقاء، على الأقل ان يسلم بعضهم على بعض، ثم يرتقي الى مستوى تبادل الآراء، يعني بداية الحوار، للوصول الى النتيجة المرتجاة». وتمنى النائب ايلي ماروني خلال زيارته رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات الللبنانية» سمير جعجع أمس، على الرئيس سليمان، أن «يكون حاسماً وأن تتخذ الطاولة قرارات وألا تبقى طاولة لمجرد جمع شمل قيادات لن يتصافحوا ولن يصلوا الى أي نتيجة»، وشدد على ان «راعي الحوار رئيس الجمهورية هو المسؤول عن صدور قرارات تُوضع قيد التنفيذ». أمانة 14 آذار ونوه منسق الأمانة العامة ل «قوى 14 آذار» فارس سعيد في ختام الاجتماع الدوري للأمانة العامة الذي عقد أمس ولم يصدر عنه بيان ب «الجهد الذي بذل من فريق 14 آذار وممثليه حول طاولة الحوار الذين قدموا وجهة نظرهم وفقاً لقناعاتهم التي ترتكز على ان حماية لبنان ليست مسؤولية فريق من اللبنانيين انما كل اللبنانيين». وأشار الى ان «هيئة الحوار ليست مؤسسة دستورية وما يصدر عنها ليس بياناً وزارياً، انما نقاط توافقية بين اللبنانيين ومن الطبيعي ان هناك وجهات نظر مختلفة تماماً عبرت عنها شخصيات 14 اذار المشاركة وهي ليست موافقة». وعن صورة المؤتمر الثالث في غياب النائب وليد جنبلاط، اوضح سعيد ان «للنائب جنبلاط مساهمة حقيقية في 14 آذار ولولاه لما كان هناك انتفاضة استقلال واليوم نحن على خطين مختلفين في السياسة، فهو اختار الخط الوسطي ونحن نستمر في خطنا».