أعلن ألكسندر بورتنيكوف، رئيس جهاز الأمن الفيديرالي الروسي، في كلمة ألقاها خلال افتتاح في اجتماع مجلس قادة أجهزة الأمن والاستخبارات لدول رابطة الدول المستقلة في موسكو أمس، ان «مسلحين عائدين من النقاط الساخنة في الشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان يهددون أمن بلدان الرابطة». وتابع بعد أسابيع على تصعيد حركة «طالبان» الأفغانية عملياتها في شمال البلاد المحاذية للحدود مع طاجيكستان، إحدى دول آسيا الوسطى أن «انضمام جزء من المسلحين في افغانستان إلى تنظيم داعش سيزيد خطر تدخلهم في آسيا الوسطى». وأشار مدير هيئة الأمن الفيديرالي الى أن «40 في المئة من مقاتلي داعش مرتزقة أجانب يتحدرون من أكثر من مئة بلد. وقد أنشئت في سورية والعراق ودول الجوار شبكة معسكرات لتدريب مسلحين جُنِدوا حديثاً على تنفيذ تفجيرات والقتال في ظروف المدينة، وإنشاء خلايا قتالية مستقلة تستطيع تنفيذ أعمال تخريب وهجمات إرهابية. ولفت الى أن زعماء تنظيمات إرهابية ومتطرفة إقليمية عدة تنشط في مناطق مختلفة بين أوروبا وأفريقيا وجنوب شرقي آسيا بايعوا تنظيم «داعش». ورأى بورتنيكوف أن «مشروع داعش الارهابي نبَع مما يسمى بالربيع العربي، وزادت قوته بفضل السياسة المزدوجة لقوى إقليمية وعالمية استخدمت آلية الإرهاب لمحاولة تنفيذ مهمات في آسيا وأفريقيا. ووضع ذلك دول العالم على حافة اندلاع نزاع ديني وحضاري يهدد بعواقب وخيمة». وأعلن بورتنيكوف إن «داعش والقوى التي تدعمه نجحت في تغيير الوضع السياسي والعلاقات بين الطوائف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال تحريف القيم الإسلامية التقليدية وزعزعة ثقة فئات واسعة من المسلمين بمؤسسات الدولة، باستخدام تكنولوجيات الدعاية الحديثة». وهو دعا الى زيادة التعاون في تبادل المعلومات الاستخباراتية حول هويات الإرهابيين وأعوانهم وخططهم وكذلك تعزيز حماية الحدود الخارجية للرابطة، خصوصاً في منطقة آسيا الوسطى. وكذلك الى مراقبة تحركات أنصار ايديولوجيا الإرهاب ووقف تدفق المسلحين من وإلى مناطق النزاعات. كما دعا إلى قطع تمويل الإرهاب واتخاذ التدابير اللازمة لتجنيد مسلحين جدد في دول الرابطة. وقال المسؤول الروسي إن «داعش وجبهة النصرة وتنظيمات إرهابية أخرى نجحت في نشر ايديولوجيا التطرف وجذب شبان كثيرين تحت رايتها، لذا يجب تعزيز التعاون من أجل مكافحة دعاية ايديولوجيا الإرهاب والتطرف باستخدام جهود علماء دين وشخصيات اجتماعية وخبراء». على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي غداة زيارته موسكو ان «لا حاجة الى انشاء قاعدة جوية روسية في بيلاروسيا، لأن وجودها لن يساعد في تخفيف توترات المنطقة، وسيثير الانزعاج من مينسك وموسكو» التي تريد انشاء القاعدة للتصدي لما تراه تقدماً نحو الشرق من جانب الحلف الأطلسي (ناتو).