حمّل مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية سرتاج عزيز كابول مسؤولية وقف الحوار مع حركة «طالبان»، مؤكداً افتقادها نية استئنافه في ظل عدم التواصل مع إسلام آباد التي تدعم مع واشنطن مواصلة الحوار. جاء ذلك بعدما ناقشت القيادتان العسكرية والمدنية في باكستان ليل الثلثاء - الأربعاء مسألة الحوار الأفغاني. وأكدت القيادتان استعدادهما لبذل أي جهد من أجل تسهيل هذا الحوار الذي توقف اثر إعلان نبأ وفاة زعيم «طالبان» الملا محمد عمر في نهاية تموز (يوليو) الماضي. وشدد عزيز على أن باكستان «لا تتحكم بطالبان الأفغانية، بل تملك بعض النفوذ عليها. وينحصر عملنا في تسهيل إجراء مفاوضات بين الطرفين الأفغانيين لحقن دماء الشعب، وضمان استقرار المنطقة، فيما لن نسمح لأحد بأن يستخدم أراضينا ضد أي دولة». وجاءت تصريحات عزيز بعدما اتهم رئيس السلطة التنفيذية في الحكومة الأفغانية عبدالله عبدالله باكستان بدعم «طالبان»، وطالبها بتنفيذ حملة عسكرية ضد مسلحي الحركة على غرار تلك في اقليم جنوب وزيرستان القبلي الباكستاني. وأبدى عبدالله عدم ثقته بتصرفات الحكومة الباكستانية لتسهيل عملية السلام في افغانستان، علماً ان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف كان صرح لدى زيارته واشنطن الأسبوع الماضي، بأنه «ليس معقولاً مطالبة بلدنا بتسهيل المفاوضات مع طالبان وقتال عناصرها في الوقت ذاته». وانتقد عبدالله موقف باكستان من «طالبان» الأفغانية، والتفريق بينها وبين «طالبان باكستان»، معتبراً ان «الإرهاب سيُدمر الجميع، وليس طرفاً واحداً في المنطقة». وفي تسجيل صوتي أرسل إلى جميع القادة الميدانيين ل «طالبان» الأفغانية، أكد زعيم الحركة الملا أختر منصور ضرورة مواصلة العمل العسكري لإخراج القوات الأجنبية من البلاد، وإنشاء حكومة إسلامية فيها بعد إسقاط تلك الحالية. ورأى ان صفوف القوات الأفغانية «تزعزعت وتفككت بعد الهجمات الأخيرة للحركة في الشمال»، متوقعاً سقوط الحكومة الحالية قريباً. واعترفت كابول باستيلاء الحركة على مديرية دار قند في ولاية تخار (شمال)، حيث قتل 4 شرطيين قتلوا وانسحبت باقي القوات لتجنب خسائر بشرية. على صعيد آخر، صرح مستشار الأمن القومي الأفغاني حنيف اتمار بأن «الصين تستطيع، في ظل بحثها عن استثمارات في افغانستانوباكستان معاً، لعب دور في الضغط على دول الجوار (باكستان)، من أجل وقف دعمها لطالبان، وإقناعها بالجلوس إلى طاولة الحوار مع كابول.