أعلن وزير السياحة المصري هشام زعزوع أن وزارته تسعى إلى تأسيس شركة طيران مخصّصة لقطاع السياحة، كما ستدشن الأسبوع المقبل حملة دعاية وترويج عالمية تستهدف إنعاش حركة السياحة في مصر. ويتطلع زعزوع إلى استعادة صورة مصر كمقصد سياحي مفضّل، بعدما ألقت سنوات من الاضطرابات السياسية وأعمال العنف بظلال قاتمة على القطاع الذي يعدّ من أهم روافد العملة الصعبة للبلاد. وقال زعزوع في مقابلة مع وكالة «رويترز» في إطار «قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط»، إن وزارته «تدرس مع وزارة الطيران إنشاء شركة طيران مخصّصة لقطاع السياحة، ونحتاج أن تكون لنا ذراع طيران مخصصة للسياحة فقط». ولم يخض في تفاصيل عن الشركة، ولكنه أوضح أنها ستكون بالشراكة مع القطاع الخاص وتستهدف زيادة طاقة نقل السياح من الدول القريبة. وأضاف: «كل دول العالم لديها هذا النظام، والهدف أيضاً أن يكون سعر الطيران مناسباً (...) نستهدف معدل نمو في أعداد السائحين والإيرادات خلال عام 2016 لا يقل عن 10 إلى 15 في المئة، أي ما بين 11.5 و12 مليون سائح، وما بين 8.5 بليون وتسعة بلايين دولار». ولفت إلى أن «مصر ستطلق حملة عالمية للترويج السياحي في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في لندن تحت اسم (هي دي مصر)، وسيتم استخدام صور بعض المشاهير العالميين فيها، مثل الممثل الأميركي مورغان فريمان والموسيقار العالمي ياني». وأعلنت مصر في آب (أغسطس) الماضي فوز شركة «جيه دبليو تي» العالمية للدعاية والإعلان بعقد قيمته 22.5 مليون دولار سنوياً، لتنفيذ حملة ترويج سياحي لمصر في الخارج على مدى ثلاث سنوات. وتعمل مصر جاهدة على إنعاش قطاع السياحة بعدما ألحقت الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك قبل أكثر من أربع سنوات ضرراً بالغاً بالاقتصاد وأدت إلى عزوف المستثمرين والسياح وتراجع النمو إلى دون اثنين في المئة عامي 2010 و2011. وبعدما استقبلت مصر أكثر من 14.7 مليون سائح عام 2010، هبط الرقم إلى 9.8 مليون عام 2011، قبل أن يتعافى قليلاً إلى 9.9 مليون عام 2014. ويأمل زعزوع في وصول عدد السائحين إلى عشرة ملايين نهاية العام الحالي، وتحقيق إيرادات ما بين 7.5 إلى ثمانية بلايين دولار. وأظهرت الأرقام الرسمية أن عدد السياح الذين زاروا مصر منذ مطلع السنة حتى نهاية آب الماضي بلغ 6.6 مليون. وتابع زعزوع، الذي تولى مجدداً منصب وزير السياحة في أيلول الماضي بعد أقل من ستة أشهر على إقالته، ما يُبرز حجم إمكاناته وثقله في قطاع السياحة: «نحن في صراع مع الزمن حتى نلحق بالموسم والعام المقبل». وأضاف أن جولاته الخارجية التي ستبدأ في الأول من تشرين الثاني المقبل إلى «معرض سوق السفر العالمي» (دبليو تي ام) ثم إلى روسيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا، ستساعد أيضاً في تنشيط الحركة السياحية. وأظهرت بيانات الحكومة أن عائدات السياحة تساهم بنحو 11.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، و14.4 في المئة من إيرادات مصر من العملات الأجنبية.