وثّقت جمعية حقوقية سورية أمس «انتهاكات» قامت بها قوات الإدارة الذاتية الكردية في محافظة الحسكة بحق المكونات العربية والتركمانية والآشورية، منذ شباط (فبراير) حتى آب (أغسطس) الماضيين، في وقت أكدت أنقرة ان الجيش التركي استهدف مرتين مواقع لمقاتلين أكراد شمال سورية قرب تركيا. وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو مساء الاثنين لمحطة التلفزيون التركية «ايه هابر» ان الجيش التركي «ضرب مرتين» في الآونة الاخيرة مواقع لمقاتلين اكراد في سورية. وقال داود أوغلو: «حذرنا مقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي من العبور الى غرب نهر الفرات وضربنا مرتين»، فيما الحكومة التركية قلقة من تقدم القوات الكردية السورية المقربة من «حزب العمال الكردستاني» في شمال سورية. والاثنين اتهمت القوات الكردية السورية الجيش التركي باستهداف مواقعها وهو ما لم تؤكده تركيا على الفور. والحكومة الاسلامية - المحافظة في تركيا قلقة منذ أشهر من تقدم القوات الكردية السورية المقربة من «حزب العمال الكردستاني» في شمال سورية. وفي نهاية الاسبوع الماضي، حذر الرئيس رجب طيب أردوغان بوضوح «حزب الاتحاد الديموقراطي» ومقاتليه و «وحدات حماية الشعب الكردي» من أية رغبة في توسيع سيطرتهم في شمال سورية على طول الحدود التركية. وقال في خطاب: «كل ما يرغبون به هو الاستيلاء بالكامل على شمال سورية. وذلك يشكل تهديداً لنا ومن غير الممكن لتركيا ان تقبل هذا التهديد». من جهتها، قالت «الشبكة السورية لحقوق الانسان» في تقرير أمس: «لا يمكن لقوات الإدارة الذاتية أن تبرر الانتهاكات المنهجية والواسعة بأنها تحارب تنظيم «داعش»، على غرار تبريرات النظام السوري عبر الادعاء المتكرر أنه يحارب الإرهابيين، فبسبب وجود عائلة أو منزل داعم لتنظيم «داعش» تقوم قوات الإدارة الكردية بتدمير وتشريد أحياء وقرى بكاملها، في عملية استثمار واضحة لوجود تنظيم «داعش» لتحقيق أهداف تحمل صبغة عرقية». واعتمد التقرير الذي جاء في 22 صفحة على التحقيقات التي أجراها فريق «الشبكة السورية» مع الأهالي داخل محافظة الحسكة من سكان القرى الذين تعرضوا للإنتهاكات بشكل مباشر، وعلى لقاءات مع عدد كبير من لاجئين شُردوا من محافظة الحسكة، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الصور والفيديوات التي حصل عليها الفريق من داخل المحافظة أو من اللاجئين أنفسهم أو من صفحات التواصل، وذكر البحث أيضاً أن شهادات الأهالي أتت متسقة إلى حد بعيد في مختلف القرى والبلدات داخل الحسكة أولاً، وكذلك مع شهادات اللاجئين في تركيا ثانياً، ما عزز من صدقيتها.