قدّر المركز العربي للدراسات الجينية أن نسبة الإصابة بالمتلازمة في السعودية بواحد من كل 554 مولوداً، وفي سلطنة عمان تبلغ واحد من كل 500 مولود، وفي قطر تبلغ واحد من كل 546 مولوداً، وفي الكويت واحد من كل 581 مولوداً. وعزا باحثو المركز ارتفاع الإصابة بالمتلازمة إلى عوامل عدة، منها «انتشار ظاهرة زواج الأقارب، إذ وصلت نسبة زواج الأقارب في السعودية إلى ما بين 42.1 و66.7 في المئة، وعُمان خلال العقد الماضي إلى 56.3 في المئة، في حين راوحت بين 22 و54 في المئة في قطر. ويضاف إلى ذلك ارتفاع عدد الأبناء في الأسر العربية، والغياب الجزئي أو الكلي لاختبارات الكشف عن المرض في الجنين من طريق استخدام التقنيات الحديثة، مثل الموجات فوق الصوتية، وفحص الدم، وفحص السائل السلوي، وفحص الزغابات المشيمية». وتكفلت وزارة الشؤون الاجتماعية منذ عام 2014 بدفع كامل رسوم تأهيل مرضى التوحد، و«متلازمة داون»، وغيرهم من ذوي الإعاقة المتوسطة والشديدة المسجلين لديها، ممن لا يمكنهم الإفادة من التعليم العام أو الخاص، الذي تقدمه وزارة التعليم. ويقدر عددهم بأكثر من 6 آلاف شخص. فيما ألغت الوزارة العمل بنظام دفع نصف الإعانة لمراكز التأهيل النهارية المعتمدة من قبلها. «متلازمة داون» هو المرض الذي يسبب خللاً في النمو الدماغي، ويؤدي إلى ضعف في العقل والبدن، وهو مرض من الأمراض الوراثية، وترجع تسمية «متلازمة داون» إلى الطبيب البريطاني جون لانغدون داون، الذي كان أول من وصف هذه المتلازمة عام 1862، وأسماها في البداية «المنغولية، أو «البلاهة المنغولية»، ووصفها بأنها «حالة من الإعاقة العقلية». وأكثر سمات المتلازمة شيوعاً هي تسطح الوجه، وتسطح مؤخرة الرأس، والعينان الواسعتان المتباعدتان، وميل العينين إلى الأعلى، والآذان الصغيرة، وكبر اللسان مقارنة مع الفم، وقد يكون بارزاً، وطوية في كف اليد، وضعف العضلات، وقصر القامة. وأثبتت الدراسات أن مستوى الذكاء لدى المصابين أقل من الطبيعي بالنسبة لأعمارهم، بسبب إعاقتهم. أما عن المشكلات الصحية المرتبطة في «متلازمة داون»، فإن الأطفال المصابين بها تزداد نسبة إصابتهم بمشكلات صحية، وتشمل أمراض القلب الخلقية، وزيادة الإصابة بالالتهابات بسبب مشكلات في مناعتهم، ومشكلات في التنفس، وإعاقة في المسالك الهضمية، ومشكلات الغدة الدرقية، والسمع، وضعف البصر، وصعوبة التخاطب، ومشكلات التغذية، وزيادة نسبة الإصابة بسرطان الدم عند الأطفال، والتوحد في 10 في المئة من الحالات. وأظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يعانون من «متلازمة داون» والتوحد تتأثر قدراتهم المعرفية والتطور الاجتماعي والعاطفي. ويكون نمو الطفل المصاب بالمتلازمة بطيئاً جداً ومتأخراً عن أقرانه. لكن المهم عدم اليأس والتخلي عن الأمل، فإنه سينمو، ولكن ببطء، إذ يحتاج الطفل إلى ضعف المدة التي يحتاجها الأطفال الآخرون للجلوس، والمشي، والزحف أو الكلام. كما قد يأخذ وقتاً أطول في تعلم مهارات الأكل والشرب، أو في التدريب على استخدام القعادة. ويختلف النمو المعرفي بين المصابين ب«متلازمة داون». وأوضحت تقارير المنظمة الدولية ل«متلازمة داون» أن نسبة احتمال الإصابة نحو واحد لكل 800 أو واحد لكل 1000 ولادة، في حين تشير الإحصاءات الرسمية إلى أنه يولد بين 3 آلاف و5 آلاف طفل مصاب بهذه المتلازمة في العالم سنوياً، وتصاب جميع المجموعات العرقية والاقتصادية بالمتلازمة، ويؤثر عمر الأم على فرص ولادة طفل مصاب، فإذا كان سن الأم من 20 إلى 24 كان احتمال الإصابة واحد لكل 1562، وفي سن 35 إلى 39 يصبح احتمال واحد لكل 214، وفوق 45 سنة تزيد لاحتمال واحد لكل 19.