أصدرت وزارة الصحة الهولندية قرارا يلزم المواطنين بإجراء فحوصات للحمض النووي "دي إن إيه"، خاصة المتزوجين والنساء الحوامل، للكشف عن الجينات الوراثية المتعلقة بالإصابة بمرض "متلازمة داون" أو الذي يطلق عليه باللغة العامية "الطفل المنغولي المعاق ذهنيا". وأعلنت وزارة الصحة أن فحص الحمض النووي والكشف عن الجينات الوراثية المتعلقة بهذا المرض، سيوفر فرصة العلاج المبكر، وولادة أطفال مصابين بمتلازمة داون قليلة، كما سيعطي الآباء تحذيرا مبكرا للاستعداد لاستقبال طفل من هذه النوعية حال اكتشاف إصابة الجنين بهذا المرض، وحتى لا تكون ولادة طفل منغولي صدمة للأبوين لا يقدران على التعامل معها بصورة واقعية. وأثار قرار وزارة الصحة جدلا وانقساما في الشارع الهولندي بين موافق ورافض لهذه الفحوصات، وقال رجال الدين إن إجراء هذه الفحوصات سيزيد من فرصة إجهاض الأمهات للأجنة، حال اكتشاف الإصابة بالمرض، الأمر الذي سيزيد معدلات الإجهاض. بينما حذرت جهات طبية من أن إجراء الفحوص للحمض النووي للأم الحامل، يتطلب الحصول على عينة من المشيمة، وهو ما قد يزيد من فرص التعرض للإجهاض بسبب ذلك. فيما قال خيرت دي خراف من مؤسسة "متلازمة داون" إن الاختبار المبكر للحمض النووي ، يعطى الآباء فرصة بين اختيار الحصول على طفل مصاب وقبول التعامل معه، وبين الإجهاض والتخلص من الجنين، حتى لا يتعرض الأبوان لصدمة لا تمكنهما من قبول الطفل في الأسرة، مما يشكل عبئا ومشكلات نفسية واجتماعية. وأشار دي خراف إلى أن الحصول على عينة من مشيمة الرحم للأم لا يسبب مخاطر، ولا يزيد من احتمالات الإجهاض، وأن هذه المخاوف لا معنى لها. ويقف الهولنديون حائرين بين إجراء الفحوصات من عدمها، ويقول بعضهم إن معرفة المصيبة أفضل من توقعها أو ترقبها، وأن إجراء الفحص سيقي الآباء صدمة حصولهم على طفل معاق ومثير للشفقة، بينما تعارض منظمات حقوق الإنسان الفحوصات، وترى أن الطفل المعاق من حقه أن يولد أيضا ويعيش الحياة، وأن كثيرا من الأطفال المنغوليين موضع رعاية وترحيب من أسرهم. ويولد في هولندا سنويا 275 طفلا مصابا بمتلازمة دوان، وهو ما يمثل 2 في الألف، وهي نسبة عالية عما كانت عليه سابقا، حيث كانت النسبة تعادل 20 شخصا من بين كل 10 آلاف في عام 2003 ، وتزداد فرصة ولادة طفل مصاب بين الأمهات اللاتي تجاوزن 36 عاما، و4% من هؤلاء الأطفال يولدون بسبب جينات وراثية ، بينما 96% لأسباب غير وراثية نتيجة وجود خلل في الكروموسوم الذي يحمل رقم 21 في الكروموسومات المرفقة للجينات الوراثية. ويمثل الطفل المنغولي مشكلة فى رعايته الاجتماعية وأيضا الصحية، حيث نسبة 50% منهم يولدون بمشاكل في القلب، و24% بمشاكل في السمع بجانب مشاكل في البصر أقلها الحول، إضافة إلى التخلف العقلي.