مثلما دمّر جيش نابليون مالطة وحولها خراباً، يرى النصراويون أن الأوروغوياني خورخي داسيلفا دخل قلعتهم وهي عامرة، ولم يغادرها إلا بعد خرابها، هكذا يروي عُشاق «العالمي» قصة فريقهم المتقهقر هذا الموسم، الذي يستعد لاستقبال من يرونه المنقذ القادم من إيطاليا فابيو كانافارو. لن تكون رحلة كانافارو إلى الرياض مفروشة بالورود، فالنصر الذي احتكر بطولة الدوري في الموسمين الماضيين يعيش فترة صعبة، خصوصاً بعد تراجع نتائجه في البطولة المحلية هذا الموسم، الذي عجز فيه عن جمع أكثر من خمس نقاط وفي المركز السابع، إضافة إلى خروجه الباكر من مسابقة كأس ولي العهد السعودي. كان لكانافارو، الذي ولد في مدينة نابولي قبل 42 عاماً، تجربتين تدريبيتين قبل قدومه للنصر، إذ كانت الإمارات محطته الأولى مع فريقها الأهلي موسم 2011، ليتجه بعدها معاوناً لمواطنه كارلو أنشيلوتي في ريال مدريد الإسباني، قبل أن يعود موسم 2013 إلى «القارة الصفراء» مجدداً عبر بوابة غوانزو الصيني في تجربة لم تستمر أكثر من سبعة أشهر، ليترك مكانه للبرازيلي الشهير سكولاري. وسيكون أفضل لاعب في العالم عام 2006 فابيو كانافارو على طاولة رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي مساء اليوم، الذي سيقدمه لوسائل الإعلام وللجماهير النصراوية التي تترقب منقذها الجديد، خصوصاً بعد أن تجرعوا المرارة كثيراً مع داسيلفا الذي خسر نهائيين أمام الغريم الأزلي الهلال في بطولتي كأس الملك و«السوبر»، والخروج الباكر من بطولة دوري أبطال آسيا، وأخيراً من كأس ولي العهد في آخر ظهور له في الدكة الصفراء، وللمصادفة فتعد هذه المرة الثانية التي يخلف فيها إيطالي داسيلفا في تدريب النصر بعد أن أعقبه زينغا موسم 2010. مسيرة كروية حافلة كانت لقائد المنتخب الإيطالي السابق، بداية مع فريق مدينته نابولي ومن ثم تنقّل بين بارما وإنتر ميلان ويوفنتوس، قبل أن يتجه ل«الملكي» الإسباني ريال مدريد مرتدياً القميص رقم 5 خلفاً للأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان، قبل أن يقرر التوقف عن الركض عام 2011 مع فريق أهلي دبي. وبعد أن أنهى النصر صيام أعوام عدة عن البطولات، تأمل جماهيره بالمحافظة على وتيرة الفريق المميزة ومواصلة تحقيقه للبطولات، ولكن تبقى الأمور على طاولة المدرب الإيطالي الذي ستكون مهمته الأولى تقليص الفارق النقطي بينه وبين المتصدر، واستعادة نغمة الانتصارات الغائبة عن الفريق هذا الموسم سوى في ثلاثة مناسبات واحدة في بطولة الدوري أمام نجران وأخرى في تصفيات كأس الملك أمام المجزل وأخيرة في تصفيات كأس ولي العهد أمام النهضة، فهل يتمكن القائد الإيطالي من رسم طريق العودة للكتيبة الصفراء، وإصلاح كل ما تم تدميره من سابقه؟