لندن، مقديشو، نيويورك، نيروبي - أ ف ب، رويترز - قال الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد أمس الثلثاء إن حكومته سترحّب بأي دعم جوي أميركي لهجوم متوقع يهدف إلى استعادة السيطرة على مناطق يفرض متمردو «حركة الشباب» التي تربطها صلات بتنظيم «القاعدة» سيطرتهم عليها. وأضاف أحمد أثناء وجوده في لندن في زيارة أنه ستكون هناك حاجة لمساعدات دولية لإعادة الإعمار وتأمين أي مناطق تتم السيطرة عليها في الهجوم الذي من المتوقع شنه في الأسابيع المقبلة في اختبار لمحاولات استعادة الاستقرار في البلد الواقع في القرن الأفريقي. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت في الخامس من آذار (مارس) أن القوات الأميركية قد تتدخل عن طريق الغارات الجوية وعمليات القوات الخاصة إذا نجح الهجوم في طرد مقاتلي «القاعدة». وقال أحمد في مؤتمر صحافي عبر مترجم انه اذا كان ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» صحيحاً فإن الصومال سيرحب به. ولم يتضح على الفور ما إذا كان أحمد يشير إلى إمكان شن الولاياتالمتحدة غارات جوية أو تقديم مراقبة جوية. ورداً على سؤال حول تصوّره لإمكان لعب قوات برية أميركية دوراً في الهجوم، قال أحمد إنه لا يمكنه الاجابة على هذا السؤال. وقال إن أي استخدام مباشر للقوة العسكرية الأميركية سيكون حساساً. وأوضح أحمد أن الهجوم لا يسدل الستار على جهود المصالحة لكنه قال إن «حركة الشباب» لها صلة مباشرة ب «القاعدة» وان الجماعتين تعاونتا مع القراصنة في الصومال. وتقول الحكومة الصومالية إن المئات من المقاتلين الأجانب انضموا الى التمرد من دول في جنوب آسيا ومنطقة الخليج ودول غربية مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وقال أحمد إن من الصعب تحديد عدد مقاتلي «القاعدة» في الصومال لكن الأمر لا يحتاج أيضاً إلى المبالغة في عددهم. وأضاف أن الناس في الصومال يرون المقاتلين الأجانب يجوبون الشوارع علناً. وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة في اليمن مؤشر واضح على وجود «القاعدة» في هذه المنطقة. ونفى أحمد تقارير أفادت بتجنيد صوماليين في دول مجاورة للمشاركة في الهجوم وأوضح أن هناك الكثير من الصوماليين في داخل الصومال يريدون الخدمة في الجيش. وقال الرئيس الصومالي ايضاً إن بريطانياً وزوجته يحتجزهما قراصنة في الصومال «ليسا في خطر»، مؤكداً إحراز تقدم نحو الإفراج عنهما. ورداً على سؤال عن وضع بول ورايتشل تشاندلر، قال: «حققنا تقدماً ولدينا أمل». وأوضح: «ندرك أن ليس هناك خطر، ليسا في خطر»، مضيفاً: «جهودنا منصبّة على إطلاقهما في أقرب وقت ممكن». والتقى الرئيس أحمد الاثنين رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الذي حضه على مواصلة الجهود لإطلاق سراح البريطانيين. وقال أحمد «طلب مني رئيس الوزراء مضاعفة الجهود لتأمين الإفراج عنهما وسنواصل ذلك». وتعهدت «حركة الشباب» أول من أمس بالدفاع عن نفسها ضد أي هجوم حكومي وبتعريض الولاياتالمتحدة لفشل اسوأ من الذي تعرضت له في التسعينات إذا ساندت الهجوم. وقال الشيخ علي محمد راجي في مؤتمر صحافي: «سندافع عن انفسنا إذا هاجمتنا (القوات الحكومية). يكررون تهديدهم بالهجوم فلماذا لا يهاجموننا؟ لن ندخل في محادثات مع الحكومة المزعومة. لا تستطيع أميركا أن تفعل لنا شيئاً... ستواجه شيئاً اسوأ من فشلها عام 1992 في الصومال». واضطرت قوات اميركية كانت ضمن بعثة انسانية تابعة للأمم المتحدة الى الصومال عامي 1992 و 1993 للانسحاب بعدما قتلت ميليشيا صومالية عدداً من مشاة البحرية الأميركية في هجوم على طائرة هليكوبتر أميركية. على صعيد آخر، أفاد شهود ومسؤولون حزبيون أن قائداً عسكرياً اسلامياً صومالياً انتقد أخيراً ما حصل من تقارب بين مجموعته المتمردة و «حركة الشباب» اغتيل الثلثاء في مقديشو . وكان بار علي بار قائداً عسكرياً كبيراً في ميليشيا «راس كمبوني» إحدى فصائل جماعة حزب الإسلام المتمردة. ولم يخفِ بار علي بار استياءه من قرار اتخذه الشهر الماضي قائده حسن التركي للانضمام إلى صفوف «الشباب»، أكبر فصائل التمرد في الصومال. وقال المسؤول في «حزب الإسلام» الشيخ محمد آدم ل «فرانس برس»: «قتل مسلحون القائد في سوق بكارة وما زلنا نحقق في هوية» القاتل. على صعيد آخر، قال مكتب الادعاء الأميركي الاثنين إن رجلاً يقول مدعون أميركيون إنه تلقى تدريباً على صنع القنابل في الصومال لدى «الشباب» نُقل الى نيويورك لتوجّه إليه اتهامات هناك. ومثل محمد إبراهيم أحمد الذي اعتقل في نيجيريا ونقل إلى نيويورك يوم السبت أمام محكمة أميركية مرتدياً ثياب السجن الزرقاء. وقال محاميه انه سيدفع بأنه غير مذنب عندما يستدعى للتحقيق (المفترض أن يكون حصل أمس الثلثاء). ويواجه الرجل اتهاماً بتقديم دعم مادي ل «حركة الشباب» التي أدرجتها وزارة العدل الأميركية على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية والتآمر لتقديم هذا الدعم وبتلقي تدريب من النوع العسكري لدى «الشباب» أو التآمر لتلقي مثل هذا الدعم. ويعتقد المدعون أن أحمد مواطن اريتري كان يعيش في السويد.وهو يواجه عقوبة بالسجن لمدة 45 سنة إذا دين. وفي نيروبي، قال مسؤول ملاحي أمس إن قراصنة خطفوا سفينة صيد ترفع علم كينيا قبالة ساحل الصومال وانهم قد يستخدمونها كسفينة رئيسة لشن مزيد من الهجمات. وصرّح اندرو موانغورا من برنامج مساعدة ملاحي شرق افريقيا بأن القراصنة خطفوا السفينة «اف.في ساكوبا» المملوكة لإسبانيا الأسبوع الماضي.