نشرت صحيفة «اندبندنت» البريطانية دراسة حديثة كشفت فيها امكان استعمال «البوتوكس» لأغراض طبيّة بعيدة من عالم الجمال، وذلك بعد عمليات جراحية في القلب لوقف تسارع دقاته، وهي أخطر المضاعفات الجانبية التي تحصل بعد انتهاء العملية. وأوضحت الدراسة أن حقن مادّة «البوتوكس» في الدهون الموجودة حول عضلة القلب يمكن أن يوقف اضطراب نبض القلب، وهو إحدى أخطر المضاعفات الجانبية التي تحصل بعد انتهاء عملية اصلاح الشريان التاجي وينتج عنها تسارع أو تباطؤ في دقات القلب. وأخطر أنواع عدم انتظام ضربات القلب، وأكثرها شيوعاً هو مرض الرجفان الأذيني، الذي يؤدي إلى نبض القلب بسرعة كبيرة جداً أو بطيئة جداً، ويمكن أن يؤدي إلى جلطات الدم والسكتة الدماغية وقصور القلب، وغيرها من المضاعفات المرتبطة بالقلب. ويؤثر مرض الرجفان الأذيني على مليون ونصف المليون شخص في أنحاء بريطانيا، وعلى 16 مليون شخص في انحاء العالم، بحسب مؤسسة «اريثميا اليانس» (Arrhythmia Alliance)، التي تقول إن الوعي العام في خصوص هذه الحالة لا يزال منخفضاً حول العالم. وقال كبير معدي الدراسة وأستاذ الطب في جامعة «روشستر» جوناثان شتاينبيرغ إن حوالى ثلث المرضى الذين يخضعون لجراحة لتغيير شرايين القلب يتعرضون للرجفان الأذيني، ما يعرضهم لخطر مضاعفات القلب والأوعية الدموية. وأجريت الدراسة على 60 شخصاً من مرضى الشرايين التاجية بشكل عشوائي في مستشفيين روسيين، إما لتلقي حقن البوتكس أو المحلول الملحي. وأعطيت الحقَن في أربع وسائد دهنيّة رئيسة حول عضلة القلب. ولم يعرف الأطباء او المرضى على حد سواء أي من هذه الحقن يحتوي على البوتكس أو المحلول الملحي. وبعد مرور 30 يوماً من الجراحة، حدث لدى سبعة في المئة من أولئك الذين تلقوا البوتكس رجفان أذيني، بالمقارنة مع 30 في المئة من أولئك الذين تلقّوا المحلول الملحي. ولكن بعد سنة من الجراحة، لم يحدث اضطراب في القلب لدى أي من الذين تلقوا البوتكس، مقابل 27 في المئة ممن تلقوا المحلول الملحي. وأشار الباحثون إلى أن الذين تلقوا البوتكس أو المحلول الملحي على السواء لم يصابوا بمضاعفات خاصة بالدواء. وأوضحت الدراسة التي نشرت في دورية «رابطة القلب الأميركية» عدم انتظام ضربات القلب والكهربية، ووجدت أن مضاعفات جراحة تغيير الشرايين كانت متشابهة في كلا المجموعتين، بما في ذلك الوقت الذي استغرقه المريض في العناية المركزة وعلى جهاز التنفس، ومعدل الإصابة. وقال شتاينبيرغ «قد تكون حقنة واحدة كافية» إذ يعد الرجفان الأذيني الذي يحدث بعد الجراحة القلبية مشكلة قصيرة الأمد، لا تدوم أكثر من أسبوع واحد، لذلك تكفي فيها حقنةٌ واحدة. وأضاف شتاينبيرغ أن هذه الطريقة يمكن ان تفيد في نهاية المطاف المرضى الذين لا علاقة للرجفان الأذيني لديهم بالجراحة. وقال فريق البحث إنه يجب إجراء دراسات أكبر قبل استخدام حقن البوتوكس بشكل روتيني لمنع الرجفان الأذيني بعد عملية جراحية. واذا تأكدت فاعليته في المرضى الذين خضعوا لتغيير شرايين القلب، يمكن استخدام حقن البوتوكس للاشخاص الذين يخضعون لإصلاح أو استبدال صمام. ويستخدم البوتوكس عادة للتقليل بشكل موقت من ظهور تجاعيد الوجه، لكن هذا الدواء استعمل أيضاً في معالجة صداع الشقيقة وفرط نشاط المثانة وفرط التعرق، فضلاً عن حالات أخرى. وهو يعمل من خلال لجم الإشارات العصبية التي تحرض العضلات على التقلص.