قدمت فلسطين منذ بدء شعبها النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي آلاف الشهداء، وفي خضم كثرتهم يطوي النسيان أسماء كثيرين منهم ويخلد التاريخ أسماء قليلين، ربما لاعتياد الفلسطينيين على تقديم الشهداء. ويعتبر بهاء عليان صاحب ال22 ربيعاً أحد أولئك الذين نالوا شهرة واسعة، واحتل اسمه عناوين الأخبار ومانشيتات الصحف، ليس فقط لاستشهاده، بل أيضاً لأنه ترك وصايا عشراً، تشكل نوعاً من خريطة سياسية للفصائل المقاتلة. استشهد بهاء عليان حينما هاجم ومعه بلال غانم، وهما من بلدة جبل المكبر، ركاب حافلة إسرائيلية لدى مرورها في أحد الأحياء، مستخدمين مسدساً وسكيناً، فوقعت اشتباكات أدت إلى مقتل الشابين وثلاثة من المستوطنين. وأعلنت السلطات الإسرائيلية إصابة تسعة ركاب آخرين بجروح، جمعيهم من المستوطنين الذين يعيشون في مستوطنات في القدس. وعلى رغم أن بهاء عليان كان ضمن مجموعة شبان نفذوا عمليات ضد المستوطنين، مثل علاء أبو جمل، من البلدة نفسها، الذي دهس مجموعة من الإسرائيليين في موقف للحافلات في القدس، ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة آخرين، لكن وسائل التواصل الاجتماعي نقلت عن عليان ما صنع شهرته. فهو ترك قبل استشهاده رسالة للفلسطينيين في عنوان «الوصايا العشر» لأي شهيد، جاء فيها: 1- أوصي الفصائل بعدم تبني استشهادي، فموتي كان للوطن وليس لكم. 2- لا أريد بوسترات (ملصقات) ولا بلايز، فلن تكون ذكراي في بوستر معلق على الجدران فقط. 3- أوصيكم بأمي، لا ترهقوها بأسئلتكم التي تهدف إلى استعطاف مشاعر المشاهدين وليس أكثر. 4- لا تزرعوا الحقد في قلب ابني، اتركوه يكتشف وطنه ويموت من أجل وطنه، وليس من أجل الانتقام لموتي. 5- إن أرادوا هدم بيتي فليهدموه، فالحجر لن يكون أغلى من روح خلقها ربي. 6- لا تحزنوا على استشهادي، احزنوا على ما سيجري لكم من بعدي. 7- لا تبحثوا عما كتبته قبل استشهادي، ابحثوا عما وراء استشهادي. 8- لا تهتفوا بمسيرة جنازتي ولا تتدافعوا، بل كونوا على وضوء أثناء صلاة الجنازة وليس أكثر. 9- لا تجعلوا مني رقماً من الأرقام تعدونه اليوم وتنسونه غداً. 10- أراكم في الجنة. ونشر أصدقاء بهاء عليان معلومات عنه على مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيها أنه «شاب مثقف، قارئ وناشط اجتماعي». وقالوا أنه «كان يفكر كثيراً في كل حرف يكتبه أو فعل يفعله. بهاء عليان ابن دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بإجرائه أطول سلسلة قراءة في العالم قام بها حول سور القدس. بهاء كان ضمن فرقة ترفيهية تعمل لإسعاد الأطفال وإدارة الأحداث التفاعلية للأطفال مع المهرجين والممثلين والموسيقى التعليمية».