دعا أكاديمي سعودي، إلى الرجوع إلى العلماء في القضايا «الشائكة»، محذراً من انزواء الشباب واللجوء إلى الأفراد المنحرفين فكرياً، وتصفح مواقع الإنترنت من دون رقابة أبوية. وطالب في لقاء مفتوح مع طلاب ثانوية المعتصم في حائل أمس (الأحد) الشباب بأن «يعرضوا ما يسمعوه ويقرأوه في شبكات التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت على آبائهم وعلمائهم، لأنهما ليسا من المصادر الموثوقة للعلم، إذ إن كثيراً من مستخدميها مجاهيل، أو حاقدون على البلاد وأهلها، أو حتى مستأجرون لإيذاء الناس وتجنيد الشباب للفكر المنحرف، ويكتبون فيها لاستقطاب الشباب إلى تنظيمات وأفكار ضالة». وبين أستاذ العقيدة رئيس إدارة الأمن الفكري في جامعة حائل الدكتور أحمد الرضيمان أحكام البيعة والإمامة والجهاد وضوابطه، والتكفير وخطورته وشروطه وموانعه، مشدداً على أن «شباب المملكة مستهدفون، إما بالمخدرات أو بالفكر الضال، وعليهم أن يأخذوا حذرهم، ويبطلوا مكر الأعداء بالوعي والمعرفة، ويكونوا في صف ولاتهم ووطنهم ومجتمعهم عملاً بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم». وحذّر الرضيمان خلال رده على سؤال أحد الطلاب حول الاستعانة بقوات دول أجنبية في بعض حروب المنطقة، من «محاولة تشويه مثل هذه المواقف وتصديرها للشباب صغار السن والعلم على أنها ضد الدين والشرع، وهو أمر غير صحيح، إذ أصدرت هيئة كبار العلماء برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله وبإجماع علماء الأمة، فتوى مفصلة في هذا الشأن، بأنه يجوز ذلك عند الحاجة». وقال: «إن التنظيمات الهالكة والأحزاب الضالة، دائماً تذكر للشباب مثل هذه المسألة بغية تكفير الدولة، ليتقدموا للخطوة الثانية وهي استغلالهم كأدوات ناسفة ضد دينهم ووطنهم»، مؤكداً أن «التنظيمات التي تعمل ضد المملكة هي التي تعين الكفار ضد بلادنا». وعن دعوات الجهاد والبيانات على شبكة الإنترنت، أوضح أن «الجهاد من الدين، وهو ذروة سنام الإسلام، لكن له شروط وضوابط، وهو موكول لولي الأمر، فهو ليس لشيخ ولا لإمام مسجد، ولا لصاحب بيانات، وإنما هو خاص بإمام المسلمين، والجهاد قائم، فها هم جنود المملكة الآن على الحدود يقاتلون العدو تحت راية إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأما الذين يزجون بالشباب إلى أماكن الصراع خارج الوطن، ومن دون إذن ولي الأمر، فهم خاطئون ومفتئتون، ليس لهم حق في ذلك، وبياناتهم لا قيمة لها ولا يلتفت إليها، فهم يقولون ما لا يفعلون، ويسيئون ويحسبون أنهم محسنون». وقال الرضيمان، رداً على سؤال حول الوسائل التي تقي من الفكر الضال: «إن دراسة العقيدة الصحيحة على أيدي أهل العلم الموثوقين، ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم، والحذر من أهل المناهج المنحرفة وعدم صحبتهم أو الاستماع إليهم، من أهم الوسائل»، موضحاً في رده على سؤال حول ماذا يفعل من يصادف بعضاً من أقاربه يمدحون «داعش» بأنه «يجب مناصحته، ولا يجوز السكوت عنه، لئلا يهلك نفسه وغيره». وأيّد مقترح أحد الطلاب بإيجاد حسابات خاصة بإدارة الأمن الفكري ومختصيها في وسائل التواصل الاجتماعي، ليتواصلوا مع الناس في دفع الشبهات، إضافة إلى إيجاد موقع إلكتروني يستقبل الأسئلة ويقدم الخدمات الفكرية الصحيحة لمحتاجيها، وقال: «لعل إدارة الأمن الفكري في جامعة حائل - وهي حديثة النشأة - تعمل على ذلك قريباً، وسنرتب الأمر مع إدارة الجامعة وعمادة تقنية المعلومات، وسنحاول أن يتم الأمر في أقرب وقت».