بغداد - أ ف ب - أكدت الحكومة العراقية أمس أن زعيم تنظيم «القاعدة» «أبو عمر البغدادي» بات في «قبضة العدالة»، وذلك بعد اعلان مسؤول رفيع المستوى ذلك في وقت سابق من هذا الشهر. وأوضح بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي أن «الارهابي المجرم أبو عمر البغدادي في قبضة العدالة». وأضاف: «سقط في أيدي القوات الأمنية البطلة رأس الشر، زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو عمر البغدادي». وتابع أن «هذا الارهابي الذي كانت تربطه علاقة وثيقة بالنظام السابق وشكل حلفاً شيطانياً مع أزلامه، انعكست آثاره على أجساد الأبرياء من الاطفال والنساء والشيوخ في مشاهد دموية يندى لها جبين الانسانية استنكاراً وخجلاً». وكان الناطق باسم عمليات بغداد قاسم عطا أعلن الخميس الماضي اعتقال البغدادي أمير «دولة العراق الاسلامية»، وهي عبارة عن تحالف بزعامة تنظيم «القاعدة». وقال عطا إن «القوات العراقية وبناء على معلومات (...) تمكنت من اعتقال الارهابي المجرم أبو عمر البغدادي الذي يسمى أمير دولة العراق الاسلامية». وأضاف أن البغدادي اعتُقل بناء على «معلومات استخباراتية دقيقة مخطط لها»، مشيراً الى أن «القوة اعتقلته داخل سيارته في أحد التقاطعات في الرصافة» (الجانب الشرقي لبغداد). ومعلوم أن «دولة العراق الاسلامية» ائتلاف لمجموعات سنية مرتبطة بتنظيم «القاعدة» يتزعمها «البغدادي». وأعلنت مجموعته مسؤوليتها عن هجمات من بينها التفجير الانتحاري الذي استهدف البرلمان العراقي في 13 نيسان (أبريل) الماضي، وأسفر عن مقتل نائب، وعدد من التفجيرات الانتحارية وأعمال الخطف والقتل بينها اعدام 20 شرطياً في 17 نيسان (ابريل) الجاري كانت خطفتهم، بعدما رفضت الحكومة العراقية التجاوب مع مطالبها. وظهر «البغدادي» للمرة الأولى في نيسان (ابريل) عام 2006 بعد توليه قيادة جماعة متمردة مناهضة للأميركيين ثم قيادة تنظيم «القاعدة» في العراق. وفي هذا السياق، كشفت وزارة الداخلية العراقية خلية لتنظيم «القاعدة» تضم ثلاثة أشخاص من محافظة الديوانية الشيعية يعمل أحدهم في وزارة الداخلية، موضحة أن هؤلاء ارتكبوا عشرات عمليات القتل والتفجير في بغداد والمحافظات. وقال الناطق باسم الداخلية اللواء عبدالكريم خلف خلال مؤتمر صحافي إن «مديرية الشوؤن الداخلية والامن تمكنت من القبض على مجموعة اجرامية خطرة ارتكبت جرائم مروعة تنتمي الى القاعدة». وأوضح أن «خيوط الجريمة بدأت باعتقال أحد منتسبي وزارة الداخلية من الديوانية (180 كيلومتراً جنوب بغداد)»، مشيراً الى أن «الخلية نفذت جرائم في شمال العراق وغربه ووسطه». بدوره، قال اللواء أحمد أبو رغيف، وكيل وزير الداخلية لشؤون الأمن: «لاحظنا أنها أول عملية تشمل عملاً مشتركاً بين محافظات الوسط والجنوب والغرب». وكشف تفاصيل القبض على المجموعة قائلاً: «في التاسع من الجاري، أي بعد يومين من سلسلة تفجيرات ضربت بغداد، توافرت لدينا معلومات عن أحد منتسبي فوج طوارئ الشرطة في الدورة حول تسهيله عملية دخول سيارة مفخخة الى المنطقة». يذكر أن سلسلة تفجيرات ضربت بعض أحياء بغداد في السادس والسابع من هذا الشهر أوقعت أكثر من 32 قتيلاً. وتابع أبو رغيف: «تحركنا فوراً وتأكدنا من صحة المعلومات وعُثر على السيارة والقبض على الشخص وهو من الديوانية، واعترف بعمليات كثيرة مع عناصر من حديثة»، احدى مدن محافظة الانبار. وأضاف: «ألقينا القبض على ستة من المجموعة اعترفوا حتى الآن بخمسة وعشرين جريمة من بينها تفجير سيارات مفخخة في العلاوي (وسط بغداد) وكربلاء (110 كيلومترات جنوب بغداد) والمسيب (85 كيلومتراً جنوب بغداد)». وأشار الى أن «المعتقلين اعترفوا بانتمائهم الى القاعدة وهم ثلاثة من الديوانية وثلاثة من حديثة، كما اعتقلت شرطة حديثة شخصاً سابعاً».