اجتاح الإعصار «باتريشيا»، اليوم (السبت) وهو واحد من أقوى الأعاصير المسجلة، غرب المكسيك حاملاً أمطاراً ورياحاً تصل سرعتها إلى 266 كيلومترا في الساعة ليعصف بالمناطق الساحلية، لكنه سبب أضراراً أقل مما كان يخشى لأنه تفادى المدن والمنتجعات السياحية الرئيسة. وأدى الإعصار، المصنف من الفئة الخامسة، إلى سقوط الأشجار وأغرق الشوارع والطرق وضرب المباني على ساحل المكسيك مساء أمس الجمعة، قبل أن يتجه إلى داخل البلاد. وسرعان ما فقد قوته في الجبال المطلة على ساحل المحيط الهادي وضعفت قوته إلى منخفض استوائي صباح اليوم وهو يتجه وسط المكسيك. وكان آلاف من السكان والسياح على أمتداد الساحل، فروا قبل قدوم العاصفة وانتهى بهم المطاف في ملاجئ موقتة. ولكن لم ترد أنباء عن وفيات. ويبدو أنه لم تقع أضرار كبيرة لأن العاصفة تفادت المراكز السكانية الكبيرة. وأدى الإعصار إلى إعلان حالة التأهب القصوى في غرب المكسيك بما في ذلك بورتو فالارتا ومنتجعات صغيرة على امتداد الساحل. وقال الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو في كلمة قصيرة نقلها التلفزيون أمس إن «التقارير الأولية تؤكد أن الأضرار كانت أقل من المتوقع من إعصار على هذا القدر من الضخامة». لكنه حث المكسيكيين على أخذ الحيطة والحذر. وحذرت الحكومة من أن رماداً ومواد أخرى من بركان «كوليما»، الذي يبعد 210 كيلومترات عن بورتو فالارتا، قد تمتزج مع هطول شديد للأمطار لكي تسبب تدفقاً للأوحال تشبه الأسمنت السائل يمكن أن يطوق القرى القريبة منه. وأصبح «باتريشيا» عاصفة استوائية الخميس الماضي، واشتدت قوته مع اقترابه من ساحل المكسيك. وشبهت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية «باتريشيا» بإعصار «هايان» الذي ضرب الفلبين. وقتل هذا الإعصار أكثر من ستة آلاف و300 شخص، وألحق أضراراً بكل شي تقريباً في طريقه مع وصوله إلى الشاطىء في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2013 مدمراً حوالى 90 في المئة من مدينة تاكلوبان. ويعتبر إعصار «تيب»، الذي أصاب اليابان في العام 1979، هو أقوى عاصفة مسجلة على الإطلاق.