أسفرت هجمات بقذائف الهاون وقنابل مزروعة في بغداد ومدن أخرى، انفجرت مع الساعات الأولى لصبيحة الانتخابات أمس، في ثاني اكبر انتخابات تشريعية منذ سقوط النظام السابق في نيسان (ابريل) 2003، عن مقتل 30 عراقياً وإصابة 90 آخرين. وأعلن وزير الداخلية جواد البولاني أن «الوضع الأمني في بغداد تحت السيطرة»، وأكد الناطق باسم قيادة العمليات في العاصمة اللواء قاسم عطا إلقاء القبض على 5 من الضالعين بالهجمات التي قال انها «أطلقت من أحياء تنتشر داخل بغداد وحولها». وتعرض عدد من أحياء الشرطة والحرية والسيدية والكرادة والبنوك والأعظمية والغزالية والجامعة، لقصف بحوالى 30 قذيفة هاون و15 عبوة وعدد من صواريخ الكاتيوشا. كما تعرضت مدن اخرى لهجمات مماثلة في ابو غريب والفلوجة والموصل، لمنع الناخبين من الذهاب الى مراكز الاقتراع. وانهار مبنيان نتيجة سقوط صاروخ كاتيوشا عليهما، ما دعا الحكومة الى الاستعانة بطائرات مروحية تابعة للجيش الاميركي، بالإضافة الى مروحيات عراقية جابت سماء العاصمة حتى وقت إغلاق صناديق الاقتراع. وجاءت هذه العمليات إثر تهديدات صدرت من جماعات مسلحة تابعة الى تنظيم «القاعدة» الذي توعد «من يخالف هذه القرارات بتعريض نفسه لغضب الله ورسوله وأسلحة المجاهدين». واعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي الهجمات «محاولات صوتية لثني العراقيين عن الذهاب الى الانتخابات»، وقال نائب الرئيس طارق الهاشمي إنها «خطط موجهة الى السنة». وأشار في تصريحات صحافية إلى ان «أعمال العنف التي ضربت الأحد مناطق الأعظمية والغزالية وحي الجامعة والفلوجة، التي يسكنها سنة، تهدف إلى منع الناخبين من المشاركة في الانتخابات». تصريحات الهاشمي أثارت حفيظة الحكومة واعرب الناطق باسمها علي الدباغ عن «أسفه لتصريحات نائب رئيس الجمهورية ذات اللهجة الطائفية الواضحة»، مشيراً الى ان «أي اعتداء على أي منطقة من مناطق بغداد هو اعتداء على العراقيين جميعاً». وأضاف ان «الحكومة لا تنظر الى الوضع العراقي في شكل طائفي كما ينظر الهاشمي»، معتبراً «تصريحاته لا تخدم المكون السني ولا العراق في شكل عام». وأعلن بولاني أن «الوضع الأمني بغداد تحت سيطرة الأجهزة الأمنية»، وأوضح في تصريحات صحافية امس أن «الأحداث الأمنية التي حصلت صباح اليوم (أمس) مع بدء العملية الانتخابية لا تعتبر خرقاً للوضع الأمني»، مؤكداً أن «الأجهزة استطاعت التعامل مع التحديات التي حصلت والسيطرة في شكل كامل على الأوضاع في العاصمة». وزاد ان «اللجنة الأمنية المكلفة حماية الانتخابات اتخذت إجراءات لإنجاح العملية الانتخابية»، مبيناً أن «هذه الأعمال متوقعة وتهدف إلى تخويف الناخب». ونفى أنباء تحدثت عن «تدهور الأوضاع في الموصل». وأكد عطا القبض على 5 من الضالعين بالهجمات التي قال انها أطلقت من أحياء ذات «غالبية سنية تنتشر داخل وحول العاصمة» مشيراً إلى أن «قيادة العمليات لا تملك خطة محددة لحماية بعض المناطق وترك اخرى»، وأضاف ان»اعمال العنف التي أجريت في عدد من مناطق بغداد تحمل بصمات القاعدة والجهات المعادية للعملية السياسية».