اعتبر رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي أن الرسالة التي وجّهها مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي إلى الرئيس حسن روحاني، «أغلقت ملف» الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، و«ضخّت دماً نقياً في عروق الثورة». ورأى أن التفاؤل ب «وعود» الولاياتالمتحدة يعكس «عدم نضج سياسي». وقال في خطبة صلاة جمعة في جامعة طهران: «رسالة القائد (المرشد) تاريخية وعميقة ودقيقة، أغلقت ملف الاتفاق النووي. وإذا أرادت الحكومة أن تفهم موقف الشعب الإيراني (من الاتفاق)، فإن هذه الرسالة هي موقف الشعب». ولفت إلى أن «موافقة قائد الثورة على الاتفاق مقرونة بتسعة شروط»، داعياً إلى «وقف اللغط في شأنه، لأن الاتفاق بات قانوناً، وعلى الجميع الاستفادة من هذه الفرصة لإعمار النظام الإيراني». وأضاف: «هذه الرسالة ضخّت دماً نقياً من التهليل والأمل في عروق الثورة، وبدّدت مخاوف الذين يشعرون بقلق عميق من قيم النظام السياسي». وشدد على أن موقف المرشد «أبطل آراء الذين اعتبروا الاتفاق النووي أعظم نصر، والذين حاججوا بأن مصادقة البرلمان عليه ستشكّل نهاية للثورة» الإيرانية. وأشار خاتمي إلى «تأكيد قائد الثورة تشكيل لجنة قوية وواعية ويقظة من المجلس الأعلى للأمن القومي (الإيراني)، لمراقبة تنفيذ الاتفاق والتزامات الطرف الآخر»، وزاد: «إذا أعلن أحد الأطراف المفاوضين بقاء هيكلية العقوبات على البلاد، فإن ذلك سيشكّل انتهاكاً للاتفاق، والتشبّث بذرائع بالية، مثل دعم الإرهاب أو انتهاك حقوق الإنسان، وفرض عقوبات جديدة، يعني انتهاك الاتفاق». وذكّر بأن خامنئي حذر «70 مرة من خطر التغلغل السياسي والثقافي والاقتصادي» الأميركي في إيران بعد الاتفاق، منبهاً إلى وجوب الامتناع عن «تجميل صورة» الولاياتالمتحدة و«التحوّل عملاء لها». وتابع: «التفاؤل بوعود العدو دليل عدم نضج سياسي». وذكّر بأن المرشد والإمام الخميني «يعتبران أميركا الشيطان الأكبر، وتحدثا عن نكث العهد والأكاذيب الأميركية». في غضون ذلك، سخرت ممثلية إيران لدى الأممالمتحدة من تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أفاد بأن النواب الإيرانيين بمعظمهم يجهلون نص الاتفاق النووي، على رغم مصادقتهم عليه. واعتبرت الممثلية أن التقرير «بلا أساس»، مشيرة إلى أن النواب «درسوا الصفحات ال150 للاتفاق، وحصلوا من أعضاء الوفد المفاوض الإيراني على توضيحات شاملة في شأن تفاصيله». إلى ذلك، أشاد علي سعيدي، ممثل خامنئي لدى «الحرس الثوري»، بالنفوذ الإقليمي لطهران، قائلاً: «ويل للذين ما زالوا لا يفهمون لماذا نحن موجودون في سورية والعراق ولبنان. لن نتراجع إطلاقاً عن عمقنا الاستراتيجي في المنطقة». وأضاف: «إذا كان شعبنا مع الولي الفقيه، سيستسلم جميع أعداء أمّتنا. ولكن إذا كان وحيداً، فإن العدو سيهزم أمّتنا».