اعتبر المرشد الأعلى في إيران أن على بلاده تحصين نفسها من العقوبات الدولية لتعزز موقفها في المحادثات النووية، في الوقت نفسه أعلن الاتحاد الأوروبي أن محادثات ستجرى حول البرنامج النووي الإيراني في ال 18 من يناير الجاري في جنيف السويسرية. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن علي خامنئي تساؤله خلال اجتماع «ماذا ستفعل إذا فرضوا شرطاً لرفع العقوبات يمس كبرياءك الوطني؟»، وأجاب «لن يقبل أي مسؤول بهذا، يجب أن تُبذَل الجهود لتحصين إيران من العقوبات» دون أن يدخل في التفاصيل بشأن ما يتعين فعله لتحقيق ذلك. وحتى الآن، يدعم خامنئي المفاوضات وجهود الرئيس حسن روحاني لحل الأزمة، غير أنه يستمر في تضمين خطاباته عبارات مثل «الأعداء» و«الشيطان الأكبر» لإرضاء المتشددين الذين كانت مشاعرهم المعادية للولايات المتحدة أساسية في قيام الثورة في إيران في نهاية سبعينيات القرن الماضي. ويرى بعض رجال السياسة والدين المحافظين أن التوصل إلى اتفاق نووي يعد انتهاكاً للسيادة الإيرانية. لكن خامنئي قال بحسب الوكالة «أنا لست ضد المحادثات النووية، لكن لا يمكننا وضع ثقتنا في عدو مثل أمريكا يقول إن العقوبات لن تُرفَع بالكامل وعلى الفور». واعترف المسؤولون الإيرانيون بتأثير العقوبات على اقتصاد بلادهم ما أدى إلى تراجع صادراتها النفطية وارتفاع مستوى التضخم وانخفاض سعر صرف عملتها، لكنهم دعوا إلى تبني «اقتصاد المقاومة» الذي يعتمد أكثر على الإنتاج المحلي عوضاً عن الواردات. وتوصلت مجموعة «5 +1» التي تضم الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين إلى اتفاق أولي مع إيران عام 2013 لتعليق نشاطاتها النووية الحساسة في مقابل تخفيف العقوبات التي فُرِضَت عليها خلال 12 سنة من النزاع النووي. في غضون ذلك، أكد الاتحاد الأوروبي أمس أن إيران والقوى الست «5 +1» ستجري محادثات بشأن برنامج طهران النووي في ال 18 من الشهر الجاري. وقال الاتحاد، في بيانٍ له، إن «القوى الست ستواصل المفاوضات في جنيف بهدف تحقيق تقدم نحو حل شامل للقضية النووية». وبحسب البيان، سيُعقَد الاجتماع على مستوى كبار المسؤولين السياسيين برئاسة مديرة الشؤون السياسية في الاتحاد الأوروبي، هيلجا شميد. من جانبه، ذكر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، عباس عراقجي، أن الجولة الجديدة من المفاوضات ستسبقها مباحثات إيرانية مع الولاياتالمتحدة وروسيا. وأوضح في تصريحات صحفية أمس؛ أن «موعد هذه المباحثات قيد الإعداد والتنظيم» وأن «مباحثات جنيف ستُعقَد على مستوى مساعدي وزراء الخارجية». وعراقجي هو كبير المفاوضين الإيرانيين، وتقول بلاده على الدوام إن برنامجها النووي سلمي. وفي واشنطن، لم تؤكد وزارة الخارجية الأمريكية تلك المواعيد غير أنها قالت إن الاتحاد الأوروبي يمسك بزمام الأمور ومن المحتمل أن يعلن عن مواعيد خلال «الأيام المقبلة». ويتمثل الهدف من المباحثات في ضمان اتفاق سياسي شامل بحلول يوليو بشأن النزاع النووي المستمر منذ 12 سنة.