فاز الحزب الليبرالي الكندي بقيادة جاستن ترودو (43 عاماً) في انتخابات البلاد البرلمانية الإثنين الماضي، منهياً بذلك تسع سنوات من سيطرة الحزب المحافظ بقيادة رئيس الوزراء السابق ستيفن هاربر، على سياسات كندا. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن رئيس الوزراء الجديد وعد بتغييرات كبيرة على مختلف الصعد، أبرزها العلاقة مع الولاياتالمتحدة، إذ يعتزم ترودو تحسين العلاقات مع جارته، بعدما كانت متوترة خلال حكم هاربر. ويختلف البلدان الجاران حول أمور عدة، منها إتمام "اتفاق التجارة عبر المحيط الهادئ"، و "أنبوب كيستون" لنقل النفط الكندي إلى الولاياتالمتحدة، والذي رفضه الرئيس الأميركي باراك أوباما لأسباب تتعلق بالبيئة، فيما أشار ترودو إلى أنه يدعم إنشاءه. كما وعد رئيس الوزراء الجديد بإنهاء مشاركة بلاده في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي تقوده الولاياتالمتحدة في العراق وسورية، ويتوجه بدلاً من ذلك إلى زيادة الدعم لقوات المعارضة السورية التي تقاتل التنظيم. ويعارض الحزب الليبرالي خطط الحكومة المحافظة لزيادة العمليات الكندية داخل العراق وسورية. وفي حين كان رئيس الوزراء الكندي السابق أحد المشككين في ظاهرة تغير المناخ، واعداً بتقليل نسبة بسيطة فقط من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، يؤمن ترودو بما يتفق عليه معظم المختصين بمجال البيئة حول التغيرات التي تسببها الأنشطة البشرية على مناخ الأرض. وأكد رئيس الوزراء الجديد أنه سيقود وفد بلاده في المؤتمر العالمي حول المناخ المقرر عقده في باريس نهاية العام الحالي. ويعتزم ترودو أيضاً الإنفاق على مشاريع البنية التحتية في السنوات الثلاث المقبلة، وخفض العجز في موازنة البلاد التي يعاني اقتصادها من ركود كبير بسبب انخفاض أسعار السلع التي تصدرها، ومن أبرزها النفط. إلى ذلك، وعد ترودو بالعمل على تقنين الماريجوانا فوراً من خلال "الطرق الصحيحة"، بخاصة لأن القانون الحالي "يجرم أعداداً كبيرة من الناس ويحكم عليهم بالسجن، لحملهم كميات قليلة من المخدر". لكنه لم يدل بتفاصيل عن كيفية السيطرة على استعمال الماريجوانا بطريقة قانونية وطرق فرض الضريبة على مشتريها.