طالب اختصاصيون في مجال علم النفس والاجتماع بإدخال مسار جديد في دورات المقبلين على الزواج حول نبذ الفكر الإرهابي، وتقديم سلسة محاضرات عن تنشئة الأبناء، والكشف عن وجود فكر إرهابي داخل الأسرة، وكيفية تكونه. وتبنت وزارة الشؤون الاجتماعية مشروعاً لدعم الاستقرار الأسري، وتم تكليف 52 أكاديمياً من تخصصات عدة، لتصميم حقيبة التدريب والتأهيل بما يتناسب مع حاجات الشباب. ورأى الاختصاصي الاجتماعي الدكتور عيسى جميعة، الذي يقدم برامج إلى المقبلين على الزواج، أنه في ظل سلسلة الحوادث الإرهابية المتتالية، والخسائر الناجمة عنها، «لا بد من البدء في تأهيل المقبلين على الزواج حول كيفية تنشئة أسرة مستقرة، لا تتأثر بالفكر الخارجي. وهذا مطلب ضروري وأساسي في الوقت الحالي»، لافتاً إلى أن الدورات والبرامج التدريبية تكون «متماشية مع حاجة المجتمع ومشكلاته، وتتغير بحسب ما يدور في المجتمع من أحداث». وأكد جميعة أهمية «إدخال مسار نبذ الفكر الإرهابي، وأن نحقق أهدافاً سلمية بنسبة 50 في المئة»، مشيراً إلى أن العناصر النسائية من جماعات إرهابية، «متأثرات بأزواجهن، وينتقل التأثير إلى أبنائهن». بدورها، أرجعت الاختصاصية في علم الاجتماع المدربة الدكتورة نائلة الرويلي، أهمية إدخال مسارات جديدة في دورات المقبلين على الزواج إلى «زيادة المشكلات الأسرية من الناحية الاجتماعية، مثل الضرب والعنف الأسري عموماً، والإيذاء بأنواعه، والمخدرات والطلاق وغيرها»، مشيرة إلى أن هناك توجهاً جديداً يتطلب «رفع مستوى الوعي بالفكر المتطرف، فلو رجعنا إلى انضمام نساء إلى الفكر الداعشي لوجدنا أن أساسه أزواجاً وزوجات غالباً، فكل واحدة تأثرات بفكر زوجها، لذلك فإن بناء اللبنات الأساسية يكون قبل الزواج». وأشارت الرويلي إلى أنه لوحظ خلال الفترة الأخيرة أن الآباء هم من يبلغون عن أبنائهم، بخلاف الأمهات اللاتي يلتحقن بفكر أزواجهن». وعلى صعيد متصل، بدأت جمعية جود النسائية الخيرية في مقرها في الدمام «دورة المقبلات على الزواج» مساء أول من أمس، ولمدة ثلاثة أيام، بالتعاون مع جمعية وئام الخيرية لرعاية الأسرية، وتحت مظلة مركز التنمية الاجتماعية في الدمام، وتستهدف فتيات الأسر اللاتي هن في سن الزواج بهدف توعيتهن بأهمية الزواج والاستقرار الأسري من جميع النواحي. وبدأت الدورة بحضور عدد من فتيات الأسر المستفيدة، وتتناول جلسات الدورة جوانب عدة هي: الجانب الاجتماعي، والاقتصادي، والشرعي، والطبي من حيث الصحة العامة والنفسية، وتُقام الدورة بمشاركة ثلاث اختصاصيات في المجالات الشرعية والاقتصادية والنفسية والطبية. وبينت المدربة المعتمدة في جمعية «وئام» مريم المشرف، أنه بسبب تزايد حالات الطلاق في مجتمعنا قامت وزارة الشؤون الاجتماعية بتقديم مبادرة برنامج «تأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج»، والذي يهدف إلى تزويد الشباب بالمعلومات والمهارات التي تساعدهم في بناء أسر مستقرة، مشيرة إلى أن الوزارة رصدت لهذا المشروع الوطني ملايين الريالات، وتم تكليف 52 أكاديمياً من تخصصات عدة لتصميم حقيبة التأهيل بما يناسب حاجات الشاب والفتاة لتكوين أسرة سعيدة مستقرة. وأعربت رئيس مجلس إدارة جود الجوهرة المنقور عن شكرها لجمعية «وئام» لتعاونها مع «جود» في إقامة هذه الدورة/ لتوعية المقبلات على الزواج بحقيقة الحياة الزوجية واستمرار الأسرة الناشئة على أسس قويمة.