يختتم اليوم مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل في مدينة الشارقة الذي افتتحه عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي وقرينته رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي. وكرموا الفائزين بجوائز المهرجان ضمن فئاته الست، ويهدف مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل -الذي يعد الأول من نوعه في الإمارات والمنطقة، وتنظمه مؤسسة «فن» المتخصصة في تعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة بالإمارات- إلى تعزيز ثقافة الفنون الإعلامية بين الأطفال والناشئة واكتشاف المواهب الإبداعية ورعايتها وعرض نتاجاتهم السينمائية. وتقول مديرة مؤسسة فن مديرة المهرجان الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي: «تشهد الدورة الثالثة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل جملة من التغييرات الرئيسة والتطورات النوعية تماشياً مع التزامنا بجعل المهرجان أكبر وأفضل عاماً بعد عام، حيث يشهد المهرجان مشاركة 175 فيلماً من 20 دولة، إلى جانب مجموعة من الأنشطة والفعاليات المتنوعة فضلاً عن ورش العمل التدريبية، ومن أبرزها مخيم تدريبي لصناعة الأفلام يستمر أسبوعاً، وهو ما يجعلنا نشعر بالتفاؤل إزاء تزايد عدد الزوار، إذ نتوقع أن يستقبل المهرجان نحو 20 ألف زائر. وقد أقيمت عروضاً للأفلام للمرة الأولى في سبع مدن خارج الشارقة، في مقابل خمسة مواقع في العام الماضي، وأضافت قائلة: «نسعى من خلال المهرجان إلى التركيز على القضايا والمواضيع التي تشغل اهتمام الأطفال في المنطقة والعالم، وتسهم في الوقت ذاته في إطلاع الجمهور المتذوق للفن السينمائي على نظرة الأطفال إلى ما يدور حولهم من أحداث، ومن بينها الظروف الصعبة في البلدان التي مزقتها الحروب وفي أماكن اللجوء». وقال المخرج والمنتج السينمائي الدكتور شاهين يزداني: «تشكل حقوق الطفل أحد المواضيع الرئيسة لدورة هذا العام؛ للظروف المؤسفة للعديد من الأطفال الذين يجبرون على العيش في المناطق التي مزقتها الحروب، والذين يعانون من الصدمات النفسية للحرب والعنف وفقدان الأهل». وعرض المهرجان أفلاماً صنعها الأطفال وكان موضوع الكثير منها قضايا المجتمع مثل علاقة المهمشين بمن حولهم. ويتحدث الفيلم القصير «الفريج الثاني» والذي حاز جائزة أفضل فيلم من صنع الأطفال، عن حي يعتبره سكان منطقة معينة في الشارقة خطراً من دون تسمية هذا الحي. وقالت فاطمة المازمي (15 عاماً) التي شاركت في إخراج الفيلم أنه في البداية كان الهدف هو عمل فيلم درامي، ولكنه أخذ صورة الفيلم الوثائقي بعد ذلك. وأضافت قائلة: «أردنا أن نثير فضول المشاهدين وأن نجعلهم يتساءلون أين يقع هذا الفريج؟ وما اسمه؟» وقالت: «عندما صنعت الفيلم كجزء من ورشة عمل نظمتها فن لصناعة الأفلام لترى المستقبل مشرقاً، وهذه هي خطوتنا الأولى. أنا متأكدة أننا سنحقق المزيد في المستقبل.» وفي فيلم «أنا وأبوي» تدور الأحداث حول إمكان إيجاد السعادة في الحياة البسيطة، من خلال قصة ولد فقير يستمتع بيومه مع أبيه، وعندما يذهبان للنوم في بيتهم البسيط يحلمان بمستقبل أفضل ويتحدثان عن حبهما بعضهما لبعض قبل أن يخلدا إلى النوم. أما تحديات ما تواجهه فتاة صغيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة فكان ذلك موضوع الفيلم القصير «لا تتجاهلني» والذي حصل على تنويه خاص من أعضاء لجنة التحكيم. يقوم الفيلم الذي تم إنتاجه بشكل فني مبدع باستعراض التحديات النفسية التي تعانيها هذه الفتاة بسبب قسوة المجتمع ويأخذنا الفيلم في رحلة معها حتى النجاح في المدرسة وحصولها على جائزة للتميز. وقد قام الفيلم النيجري «ملعب أييب» والذي صنعه الأطفال باستعراض حي خطير يختلط أطفال الشارع فيه بالعصابات والمخدرات والجرائم. يعرض الفيلم الوثائقي هذه القصة من خلال مقابلات أجراها الأطفال مع عائلة وأصدقاء طفل كان ضحية هذا المجتمع.