تجري الرياح بما لا تشتهي «الليوث»، كان ذلك عنواناً للصدمة التي استقبلتها الجماهير الشبابية بعد بث المركز الإعلامي في ناديها أول من أمس (الثلثاء) خبر إصابة محترف الفريق الكويتي سيف الحشان بقطع في الأربطة الصليبية للركبة، الأمر الذي يعني انتهاء موسم اللاعب باكراً مع «شيخ الأندية». الحشان الذي رافق انتقاله للشباب جدل واسع، بعد الحملة الشرسة التي مُورست عليه من بعض العاملين في ناديه السابق القادسية الكويتي، له تجارب مريرة مع الإصابات، خصوصاً أكثرها خطورة وأبغضها لدى اللاعبين وهي قطع الأربطة، إذ لم تكن هذه المعاناة الأولى للاعب مع الإصابة نفسها. وعلى رغم أن عمره لم يتجاوز 25 عاماً، إلا أن الحشان تعرض للمرة الثالثة للقطع في أربطة الركبة، وكأن أربطته أرادت معاقبة عشاق المتعة في المنطقة من الاستمتاع بمهارات اللاعب صاحب المسيرة غير المحظوظة في الملاعب الخضراء. وشارك سيف في مباراتين فقط مع الشباب هذا الموسم في بطولة الدوري، أمام الخليج ونجران بدقائق لم تتجاوز ال103، استطاع من خلالها الوصول إلى قلب المشجع الشبابي بسرعة، إلا أن رحلة الحب هذه لم يكتب لها الاستمرار طويلاً. ويكرّر الحشان معاناة بعض النجوم العالميين في ملاعب كرة القدم، خصوصاً أولئك الذين يوصفون ب«الزجاجيين» لكثرة إصاباتهم، ولعل من الحالات الشهيرة الهولندي آرين روبن الذي خاض تجارب مريرة مع تشلسي الإنكليزي وريال مدريد الإسباني، قبل أن ينتقل إلى بايرن وبخبرة طبية عالية لدى الفريق «البافاري» تحول روبن من نجم «زجاجي» إلى «فولاذي»، إلا أن هذه القوة الفولاذية لم تستمر طويلاً بعد عودة معاناة اللاعب مع الإصابات في الأعوام الأخيرة، وتجربة روبن ليست الوحيدة حتى في الملاعب السعودية تكررت المعانات كثيراً، وأشهر أولائك المتضررين لاعب الأهلي ياسر الفهمي والهلالي عبدالعزيز الدوسري. وتبقى للحشان موسماً آخراً مع الشباب الذي ربما يضطر إلى جلب بديل له، خصوصاً وأن اللوائح الجديدة تسمح لهم بذلك، وفق إعلان رئيس لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم عبدالله البرقان، وأياً كان البديل لا شك أن الشباب خسر موهبة انتظرها الوسط الرياضي طويلاً، لكن إرادة المولى أبت تجليها هذا الموسم.