كشفت رسالة وجهها أحد قادة فصائل «الحشد الشعبي» إلى رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي خلافات بين الطرفين تتعلق بتمويل هذه الفصائل وتسليحها ومستقبلها إذا قرر حلها يوماً. (للمزيد) ووصف أبو مهدي المهندس، وهو إلى جانب هادي العامري وقيس الخزعلي، يقود فصائل «الحشد الشعبي» التي تدعمها إيران وأبرزها «فيلق بدر» و «عصائب أهل الحق» و «كتائب حزب الله»، في رسالة خطية إلى العبادي، الموازنة المخصصة لهذه الفصائل بأنها «هزيلة»، وبعدما قارنها بموازنة الجيش والشرطة قال إن الحشد «يخوض المعركة بالشراكة معه»، في إشارة إلى استقلاليته، وقال إنه سبق وطلب من العبادي مقراً رئيسياً ومعسكرات ومراكز تدريب وأسلحة وأعتدة. كما طالب بتشكيل «هيئة أركان» تضم الحشد والجيش والشرطة. وكشف المهندس، للمرة الأولى، شكوكاً في نية العبادي حل الفصائل وقال: «ولو كانت نيتكم حل الحشد الشعبي في المستقبل القريب أو البعيد فعلى الأقل يجب توفير الإمكانات والأموال اللازمة لإدامة زخم المعركة الحالية». وتلقي هذه الرسالة التي نشرتها وسائل إعلام مقربة من بعض فصائل «الحشد الشعبي» الضوء على خلافات سبق وبرزت إلى السطح في مناسبات عدة، منها إصدار قادة «الحشد» الثلاثة المقربين من إيران، ويقودهم عملياً قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني، بياناً مشتركاً يحذرون الزعماء من الموافقة على قانون «الحرس الوطني» الذي أحالته حكومة العبادي على التصويت. وكان يفترض أن ينص هذا القانون على جمع الفصائل الشيعية المختلفة، المقاتلين من المحافظات السنية، في تشكيل واحد يكون رديفاً للقوى الرسمية، وينحصر نطاق عمله داخل حدود كل محافظة ويتبع للمحافظين، ما يعني سحب الصلاحيات من قادة «الحشد» الحاليين. ويضم «الحشد الشعبي» نحو 41 فصيلاً، لكن الفاعلة منها أقل من هذا الرقم بكثير، وهي بالإضافة إلى نحو خمس مجموعات مرتبطة بسليماني، «سرايا السلام» التي تتبع رجل الدين مقتدى الصدر، و «سرايا عاشوراء» التي تتبع عمار الحكيم، بالإضافة إلى مجموعة فصائل يشرف عليها معتمدو المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني. وتقول مصادر مطلعة إن الفصائل التي تتبع السيستاني والصدر والحكيم لا تتلقى في الغالب أوامرها من قادة «الحشد الشعبي» الثلاثة، وإن خلافات تندلع بين الحين والآخر بين المجموعتين حول التسليح والمهمات القتالية والعلاقة مع الحكومة، وأيضاً العلاقة مع التحالف الدولي. يذكر أن معتمد السيستاني لم يذكر في خطب الجمعة أو البيانات مصطلح «الحشد الشعبي» وإنما «المتطوعون». ومن اللافت أيضاً أن البيانات الأميركية لم تتطرق إلى هذه التسمية حتى أمس، عندما أشادت السفارة في بيان ب «التقدم الذي حققته القوات الأمنية العراقية وقوات الحشد الشعبي خلال الأيام الأخيرة في بيجي». وجاء هذا البيان بعد يوم على زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية العراق، حيث أكد بعد لقاء العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أنه تلقى تأكيدات لعدم طلب التدخل العسكري الروسي.