مازال التباين سائداً في الأوساط السياسية العراقية حول تعامل رئيس الحكومة حيدر العبادي مع التحالف الرباعي (العراق، وروسيا، وإيران، وسورية)، وهل يحق له أن يطلب من روسيا تنفيذ عمليات عسكرية في معزل عن البرلمان. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب محمد الكربولي في اتصال مع «الحياة»، إنه «لا يمكن العبادي اتخاذ الطلب من روسيا تنفيذ ضربات ضد مواقع داعش داخل الأراضي العراقية في معزل عن البرلمان والقوى السياسية المشاركة في الحكومة». وأضاف: «يبدو أن القوى السياسية منقسمة على نفسها إزاء التحالف الرباعي، بقيادة روسيا، ففي الظاهر يبدو رئيس الوزراء متمسكاً بالتحالف الدولي بقيادة واشنطن بخلاف الكتلة النيابية الأكبر التي ينتمي إليها وتؤيد توجهات روسيا». وتابع الكربولي وهو نائب عن «اتحاد القوى» السنية: «نطالب رئيس الحكومة بإبرام اتفاق استراتيجي مع روسيا على غرار الاتفاق الأمني المبرم مع واشنطن وإحالته على البرلمان للتصويت عليه، فضلاً عن توحيد الاتفاقين في إطار قانوني ودستوري يمنح الحكومة تفويضاً رسميًا لطلب المساعدة من الأطراف ذات العلاقة لمساعدة العراق في حربه على داعش، بالشكل الذي يحفظ للبلاد أمنها وسيادتها». وقال عضو اللجنة نفسها النائب عن «القائمة الوطنية» كاظم الشمري ل «الحياة»، إن «بإمكان حكومة العبادي الطلب من روسيا أو أي طرف دولي آخر مساعدتها في ضرب داعش من دون الرجوع إلى البرلمان». وأوضح أن «تلكؤ التحالف الدولي بقيادة واشنطن في ضرب التنظيم الذي يبسط نفوذه على المناطق الغربية منذ ما يزيد عن عام قد يدفع الحكومة إلى الاستعانة بأي جهد دولي يخلصها من داعش». وتابع «طوال الفترة الماضية لم تحد ضربات التحالف الدولي من تمدد الإرهابيين داخل الأراضي العراقية وأعتقد أن الإدارة الأميركية تنبهت الى ذلك وسارعت باتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة ترتيب الأوراق وتنفيذ ضربات نوعية لاستعادة ثقة العراقيين، وهو ما نطمح إليه، خصوصاً أن هناك اتفاقاً استراتيجياً مع واشنطن يلزمها مساعدة العراق».