أكد رئيس نادي الباحة الأدبي حسن الزهراني، أن ملتقى القصة القصيرة، الذي ينظمه النادي وينطلق قريباً، سيسهم في عودة القصة القصيرة إلى المشهد بقوة تليق بها، «بعد الخفوت الذي اعتراها، خصوصاً أننا نفكر في أخذ آراء المشاركين في الملتقى، حول سبل تطوير هذا الملتقى وما ينبثق عنه، في ما بعد، من ملتقيات خاصة بالقصة ومتخصصة أيضاً». وقال الزهراني ل«الحياة»: «نحن نحب المجازفة، وننجح فيها؛ لأننا نخطط كما ينبغي؛ ولأنه ليس لنا هدف سوى خدمة هذا الوطن من خلال ثقافته الراقية»، موضحاً أنه لكي ينجح النادي في الخارج، «يجب أن نجتهد ونهتم بالداخل؛ فالرواية عندما كرست الجهود من أجلها وصلت إلى الوطن العربي، كما أن القصة لم تختف تماماً، فهناك جوائز خليجية وعربية حققتها القصة السعودية». وذكر الزهراني أنه عندما يعود الاهتمام إلى القصة، «ستستعيد أَلَقَها»، متوقعاً أنه بعد انعقاد ملتقى القصة في النادي، «سيكون لها كثير من التوهج، خصوصاً أن النادي دعا إلى الملتقى عدداً كبيراً من رواد القصة ومبدعيها الشباب ونقادها وعشاقها، فهذا التجمع الكبير لهؤلاء العمالقة، الذين يزيد عددهم على 120 مثقفاً، لن يمر من دون وضع خطط للنهوض بها وإعادة وهجها، ولاسيما إذا عرفنا أنها أُمًّا لكثير من الفنون الإبداعية». وتطرق رئيس نادي الباحة الأدبي، إلى بداية فكرة إطلاق ملتقى للقصة، بعد نجاح النادي في تنظيم مهرجان الشعر. وقال إن هناك من لام النادي «وتوقع فشلنا، كثير من المهتمين بالشأن الثقافي، بسبب تنويع النشاط السنوي؛ لأننا عملنا على الرواية بكل جهدنا، حتى جعلنا من الباحة عاصمة للرواية العربية بعد خمسة ملتقيات، أثمرت خمسة أسفار أصدرها النادي، هي الآن من أهم المراجع للمهتمين بالرواية وطلاب الدراسات العليا في جامعات الوطن العربي، لكثرة الطلبات التي تصلنا على هذه الكتب لشهرة مطبوعات النادي محلياً وعربياً، وبتحقيقه المركز الأول على مستوى المملكة في المطبوعات عدداً وتنوعاً، خلال السنوات الثلاث الماضية، وفوز 11 من إصداراته بجوائز عربية ومحلية». وأشار إلى أنهم نجحوا في مهرجان الشعر، «أقام النادي أكبر مهرجان شعر عربي، شارك فية 65 شاعراً وشاعرة من جميع الدول العربية». ومضى قائلاً: «فجاءت فكرة إكمال مثلث الإبداع بملتقى للقصة القصيرة والقصيرة جداً، خصوصاً أنه الملتقى الأول على مستوى المملكة، وقد كان تخوفنا هذه المرة أقل بعد نجاحاتنا في مهرجان الشعر»، مشيراً إلى مقالة للقاص والصحافي هاني الحجي، «نشرها بعد نجاح مهرجان الشعر، وعنوانها «لو كان حسن الزهراني قاصاً»، إذ شكا فيها حال القصة وكتابها بعد توهج الرواية والشعر في الباحة. من هنا كانت شرارة الانطلاق ليعلم هاني وجميع المبدعين أن نادي الباحة منبر لكل فنون الأدب والثقافة، ومنبر لكل المبدعين في مختلف توجهاتهم». من ناحية، تضم قائمة المكرمين من ملتقى نادي الباحة الأدبي للقصة القصيرة القاص والكاتب جمعان الكرت، بحضور عدد كبير من المثقفين والمثقفات. والكرت أصدر خمس مجاميع قصصية (فضة، عناق، سطور سروية، بوارق، وميض الرماد) إلى جانب مشاركاته في كتابة المقالة الصحافية. وثمن الكرت خطوة «أدبي الباحة» في تكريم كتاب القصة البارزين، مشيراً إلى أن النادي أكمل «بهذه التظاهرة الثقافية أضلاع الأنساق الأدبية الثلاثة: الرواية والشعر والقصة». وقال الكرت إن القصة القصيرة، «واحدة من الأجناس الأدبية الرائقة والشيقة والمفيدة، إذ تجد اهتماماً من شريحة واسعة من القراء، ولا أدل على ذلك من حصول أحد روادها على جائزة نوبل في القصة».