دفعت عائلة صفوان اللبنانية ثمناًً باهظاً لطموح بعض أبنائها للعبور نحو حياة أفضل ولو من خلال الهجرة غير الشرعية، اذ سافر اثنا عشر فرداً من العائلة إلى تركيا أملاً بالانتقال منها إلى اليونان ومنها إلى ألمانيا لكنّ الموت كان في المرصاد. وفيما لا يزال اثنان منهم مفقودين، وصلت ظهر أمس جثامين 7 على متن الخطوط الجوية التركية إلى مطار رفيق الحريري الدولي. وتعود الجثامين إلى: مايز حويشان صفوان (63 سنة) وزوجته مريم كايد صفوان (46 سنة) وأولاده: مايا (8 سنوات)، ميلاني (42 سنة)، لين (5 سنوات)، بالاضافة الى حورية حسين الخطيب صفوان زوجة الناجي موسى صفوان، ومصطفى اياد صفوان (13 سنة). على أن يصل فجر اليوم الناجيان ماهر محمد صفوان (16 سنة) وموسى مايز صفوان (23 سنة). ويبقى مفقودان يجري البحث عنهما وهما وائل صفوان (18 سنة) ومالك صفوان (6 سنوات). وتجمّع ذوو الضحايا في مكان قريب من الباحة الخارجية للمطار لمواكبة وصول الجثامين التي نقلتها سبع سيارات للصَّليب الأحمر اللبناني. وعلت أصوات بكاء الأمهات خلال عبور سيارات الاسعاف من أمامهن حاملة النعوش إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي، على أن يتم التشييع ما إن يصل الناجيان من إزمير بعد التحقيق معهما من قبل الشرطة التركية. وأصيب بعض المنتظرين بالإغماء. وتحدَّث أحد أقارب الضحايا عن أن «خفر السواحل التركية يساعدون في البحث عن المفقودين وأن أياد صفوان الذي كان يقود المركب الذي تهاوى وغرق بعد أن تقاذفته الأمواج في البحر بين تركيا واليونان ليل الاربعاء-الخميس الماضي، لا يزال عند الشرطة التركية». وشارك في استقبال الجثامين وزير الاشغال غازي زعيتر ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير ممثلاً رئيس الحكومة تمام سلام وعدد من المسؤولين في «حزب الله» وحركة «أمل» والمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى. وشدد زعيتر على أن «هذه المأساة أصابت الجميع وسببها الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة نتيجة شلل العمل الرسمي في مجلسي النواب والحكومة»، مؤكداً أن «الدولة لا تتنكر لمسؤولياتها عما آلت إليه الأوضاع». ولفت الى أن «الطريقة التي تم اعتمادها للانتقال من دولة الى اخرى، غير مسؤولة، ويجب أن نذكر أنه بغض النظر عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاسية، ولكن عندما نختار الاغتراب يجب أن نكون محطاطين بوسائل النقل المستخدمة». وقال: «المافيات التي تعمل بهذه الطريقة هي أجنبية وليست لبنانية إنما هناك مجموعات تحاول تهريب المواطنين بطرق غير شرعية ولكننا ننتظر التحقيقات». وشكر خير «السلطات التركية لتعاونها معنا وكان السفير التركي لدى لبنان في السراي أبدى تجاوبه معنا». وقال: «منذ اللحظة الاولى تابع معنا الوضع ونحن كنا نتابع من خلال السفارة اللبنانية في تركيا». وأشار الى «الاجراءات التي تمت بالتنسيق مع الهيئة العليا للاغاثة التي أمنت كل المستلزمات اللوجستية والمالية والادارية بتوجيهات من الرئيس سلام». الجيش يوقف زورقاً يقل مهاجرين الى ذلك، وعلى رغم كل المخاطر، لا تزال عمليات الهروب من الوطن مستمرة من طريق مافيات التهريب، فقد أوقفت دورية تابعة للقوات البحرية في الجيش اللبناني عند الواحدة فجر امس على مسافة 3 أميال من جزر النخيل قبالة طرابلس، مركباً لبنانياً قدرته التحميلية لا تتعدى 15 شخصاً، كان على متنه 53 شخصاً، بينهم 8 مواطنين لبنانيين و28 فلسطينياً و14 سورياً و3 اشخاص مكتومي القيد، وذلك اثناء محاولة تهريبهم الى خارج لبنان بطريقة غير شرعية.