«سيتم تخصيص هذا الموضوع للأعضاء، لنقل المقالات التي مُنعت من النشر في الصحف المحلية، ونؤيد بذلك حق أي كاتب في إبداء رأيه وإيصاله إلى جميع القراء والمتصفحين، لكن بحدود وضوابط». عبارة شهيرة يضعها أحد المواقع الإلكترونية على صدر صفحته الرئيسية، في محاولة لإيصال رسالة إلى جميع زائريه بأنه يُخصص صفحات خاصة لنشر مقالات الكتاب الممنوعة من النشر في الصحف الورقية، التي قد يتعرض صاحبها إلى الإيقاف، نظراً إلى تجاوزه «الخطوط الحمراء». وعزا السبب إلى «إيصال فكرة الكاتب والتعبير عن رأيه بكل شفافية ووضوح». ووجدت عدد من مقالات الكتاب الممنوعة ضالتها في شبكة الإنترنت، من طريق عشرات المواقع والمنتديات الإلكترونية المُتخصصة في السطو على المقالات المحجوبة لأهم الكتاب. وتتفاخر هذه المواقع بانفرادها بنشرها، وتلاقي رواجاً كبيراً بين القراء والزوار. ويحرص قائمون على مواقع على قراءة زوايا الكتاب في جميع الصحف المحلية يومياً، واختيار الأفضل منها، لنشره عبر صفحاتها، إلا أنها تحرص على نشر المحظور منها، متبعين بذلك مقولة «كل ممنوع مقروء»، التي تشد المتصفح دائماً، لأسباب عدة، منها: حب الفضول، والتميز في قراءة المقالات الممنوعة، إضافة إلى أن حجب المقال يعني أنه يتكلم عن شيء «خطير ومهم»، وهو الذي يتفق معه الكثير من قراء هذه الزوايا، التي باتت تعرف بين المواقع والمنتديات ب «الزوايا المحظورة». ومع زيادة أعداد المواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت، تزداد حدة المنافسة على نشر كل ما هو جديد، من مقالات الكتاب، وبخاصة الذين يعرفون ب «الجرأة» في طرحهم وأفكارهم، التي يتطرقون من خلالها إلى مواضيع حساسة تمس المواطن في شكل خاص. ولا يجد الكثير من ملاك المنتديات والمواقع حرجاً في ذلك، ويرون هذا الأمر «ظاهرة صحية مفيدة»، لأنها تقوم بإيصال رسالة الكاتب إلى القارئ، ونشرها بصورة كبيرة، إضافة إلى أن المواقع الإلكترونية أصبحت «طوق نجاة» لنشر الأخبار والمقالات التي لا تستطيع الصحف الورقية نشرها، نظراً إلى الضرر الكبير التي قد تلحقه والآثار المترتبة عليها. وانتشر في الآونة الأخيرة، عدد من المواقع المتخصصة في السطو على المقالات «الممنوعة والمحجوبة»، التي تحرص على سرقة المقال، ونشره، عندما يصل إلى مسامعها خبر منع المقالة، والذي ينتشر بسرعة فائقة، ويراهن عدداً من ملاكها على أنها تعتبر «سبقاً صحافياً مميزاً، ويجذب إليها الكثير من القراء». وأكد مالك موقع إخباري (فضل عدم ذكر اسمه) أن «نشر المقالات أو الأخبار الممنوعة، ليس وليد اللحظة، فهو موجود منذ مدة بعيدة، إلا انه انتشر في شكل كبير جداً خلال الفترة الماضية، لتزايد أعداد المواقع والمنتديات الإخبارية على شبكة الإنترنت». فيما قالت هداية درويش (صاحبة موقع إلكتروني): «إن الكثير من المواقع الإلكترونية تتناقل مقالات الكتاب الممنوعة. ولا أرى مشكلة في ذلك، شرط أن تكون فكرة المقالة مقبولة، وذات رسالة جيدة»، مشيرة إلى أنه لم يسبق لها أخذ أي مقالة محجوبة، لكنها أكدت على أن «بعض المواقع تحرص على الحصول على هذه المقالات، بهدف إيصال رسالة الكاتب وتوضيح رأيه إلى جميع القراء». وشددت درويش، على أن من يقوم بتسريب المقالات الممنوعة إلى الصحافة الإلكترونية هم «كتابها، أو المقربون منهم، أو العاملون معهم في صحفهم الورقية»، لافتة إلى أنهم «يحاولون اللجوء إلى شبكة الإنترنت واسعة الانتشار في نشر أفكارهم وأطروحاتهم، التي يعتقدون أنها أسهل وسيلة للوصول إلى عقل القارئ، ووضعه في الصورة».