صعدت السعودية هجمتها ضد إيران، في أعقاب فشل مساعٍ بذلها وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينماير لترطيب علاقات البلدين. ورداً على حملات إيران ضد المملكة في شأن الحج، جددت السعودية أمس رفضها تسييس حادثة «تدافع منى». وأكدت أنها ترفض التدخل في شؤونها. وأعربت عن استهجانها «تسييس إيران لهذه الحادثة الأليمة، ومتاجرتها بآلام الضحايا، وتسخيرها للحادثة لخدمة أهداف سياسية، على نحو لا تراعي فيه حرمة الشعائر الدينية، ومشاعر أسر الضحايا». واعتبرت السعودية التصعيد الإيراني نتيجة للفشل الإيراني في المنطقة، خصوصاً في اليمن. وأكد مساعد رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور يحيى بن عبدالله الصمعان أمس أن السعودية لم تقصر مطلقاً في قيامها بمسؤولية خدمة حجاج بيت الله الحرام، واتخاذ الإجراءات اللازمة لسلامتهم. واتهم إيران بأنها الدولة الوحيدة التي ارتكبت جرائم أثناء مواسم الحج. ورد على اتهامات رئيس الوفد الإيراني المشارك في اجتماعات الدورة ال33 للجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في جنيف، قال الصمعان: «إنه خلال السنوات العشر الماضية لم يتم تسجيل أية أحداث تتعلق بتنظيم الحج، على رغم المصاعب التي تكتنف تنظيم الحج الناشئة عن وجود عدد كبير من الحجاج الذين يتجاوز عددهم مليوني شخص يؤدون مناسك الحج في مساحة صغيرة، وفي وقت محدد». (للمزيد). وأكد أن محاولة النظام الإيراني استغلال حادثة منى سياسياً هي امتداد لسجلها التاريخي في إيذاء الحجاج، وإحداث الفوضى في الحج وتعكير الأجواء المقدسة في موسم الحج، «فإيران هي الدولة الوحيدة التي ارتكبت الجرائم وحاولت إحداث الفوضى في مواسم الحج، وأحداث الثمانينات لا تزال حاضرة في ذاكرة العالم الإسلامي». وكانت إيران رفضت (الثلثاء) انتقادات السعودية لها في ما يتعلق بالتدخل في دول غير مستقرة في الشرق الأوسط واتهمتها بدورها بمحاولة زعزعة الاستقرار في المنطقة المضطربة بالفعل.