لخّص أحد الذين عرّفوا معنى كلمة «الهياط» بقوله: «إنه هرمون يغزو الذكور والإناث فيسهم في نفخهم إلى درجة يشعرون من خلالها أنهم الأضخم بالحضور والرؤى ويمنحون لأنفسهم حق الاعتداء أيضاً»، وهو ما ظهر جلياً في «المهايطيين الجدد»، الذين يتباهون بإرهاب الناس وتهديهم بحد الساطور والسيف. ووفقاً لهذا التعريف؛ فإن المهايطيين الجدد يمثلون نسبة يُعتد بها في المجتمع السعودي، ولا سيما من يحملون سواطيرهم وآلاتهم القاتلة أينما حلوا وارتحلوا؛ لممارسة «الهياط» حتى وإن أدى ذلك إلى ارتكاب جرائم قتل، أو ترويع الآمنين، على غرار شاب في مدينة حائل (شمال السعودية) حاول عبثاً خلال مشاجرة نشبت أول من أمس، أن يقص رأس أحدهم، واستخدم ساطوراً بشكل يعكس عدم المبالاة في النفس البشرية. وتكرر هذا المشهد أخيراً في حادثة «صاحب الساطور» الشهيرة التي وقعت قبل أسابيع، عندما ترجّل أحدهم من سيارته حاملاً ساطوراً، ليقوم بتوجيه ضربات عدة إلى شخص آخر يجلس في مركبته، أمام إحدى الإشارات المرورية، في مشهد لا يحصل إلا للحيوانات في المسالخ. و«الله ما أقط (أدفع)» وسم أنشأه مواطنون عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، رداً على هؤلاء «المهايطيين»، الذين عادة ما تنتهي بهم الحال إلى استجداء الناس لدفع «قطة»، وهي تجميع مبلغ الدية لعتق رقبة القاتل، وتصل أحياناً إلى أرقام فلكية بلغت مرة 30 مليون ريال، ولاسيما إذا تدخلت شخصيات قبلية واجتماعية لحث الناس على التبرع. حادثة أخرى شهدتها محافظة الخرج أول من أمس، كان ضحيتها مواطن سعودي، تعرض لعملية طعن على خلفية مشاجرة جماعية نشبت بين مجموعة من «المهايطيين»؛ بسبب حادثة مرورية، بحسب شرطة الرياض، كما تم ضبط جميع أطراف المشاجرة الذي بلغوا 11 شخصاً، وتحديد هوية «المهايطي»، الذي تسبب في الوفاة، وضبطهم جميعاً والسيطرة على الموقف، خشية تطور الأمور إلى «الأسوأ». وعلى رغم أن جرائم القتل بالسكين أو الساطور عادة ما يتم وصف مرتكبيها ب«المعتلِّين نفسياً»، مثل جريمة «أبو ملعقة» الشهيرة، التي أردى خلالها مواطن سعودي عاملاً في محل تموينات في مدينة الرياض، بعد ما سدّد له 54 طعنة قاتلة أمام المارة العام الماضي، إلا أن «المهايطيين الجدد» يرتكبون جرائمهم بدافع «حب الظهور» و«الفشخرة». وشهدت المملكة خلال العام الماضي 339 جريمة قتل، بمعدل 1.13 جريمة لكل مئة ألف من السكان. كما سجلت جرائم الاعتداء على النفس ارتفاعاً بنسبة 7.7 في المئة في العام الماضي، بحسب إحصاء جديد أصدرته وزارة الداخلية السعودية قبل أيام.