مع تطور الهواتف الذكية، قدمت «غوغل» خاصية جديدة لتسديد الفواتير عبر أجهزة «اندرويد». ويستطيع الشخص مع هذه الخدمة، الدفع في غالبية المتاجر والمحلات عبر هاتفه فقط. غير أن هذا النظام ليس الوحيد، إذ تنافسه كل من «آبل» و«سامسونغ». وتعتمد الأنظمة الثلاثة على مستوى انتقال «إن إف سي»، إذ يجب على المستخدمين إبقاء هواتفهم الذكية لفترة وجيزة قرب نقطة مجهزة خصيصاً لأماكن البيع، الأمر الذي يتيح للأشخاص الاستغناء عن محفظة النقود. وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، بدأت «غوغل» تفعيل خاصية الدفع عبر «اندرويد» في أميركا. وذكر تقرير نشره موقع «بيزنس انسايدر» أن حجم الدفع بواسطة الهواتف الذكية في الولاياتالمتحدة سيصل إلى 37 بليون دولار في العام الحالي، وإلى 808 بليون دولار نهاية العام 2019. وذكرت «ماستر كارد» في موقعها الإلكتروني، أن «24 في المئة من المستهلكين في السعودية استخدموا الأجهزة المحمولة للشراء عبر نظام بي تو بي، في حين أن 26 في المئة استخدموها للتجارة»، مشيرة إلى أن المملكة «لديها العديد من المزايا لتكون لاعباً بارزاً في هذا المجال، في حال عملت البنوك ومشغلي الشبكات معاً». وكانت شركة «فيزا» أطلقت في لبنان في حزيران (يونيو) 2014، تكنولوجيا «الدفع عبر الخدمة السحابية» والتي تتيح التواصل عبر حقل قريب المدى «إن إف سي» الذي يعمل على أجهزة «اندرويد». ورصدت «فيزا» إقبالاً متنامياً على تبني تقنيتها في الدفع لمجرد تحريك الجهاز من دون الحاجة إلى تمرير البطاقة. وأوضحت أن هذه التقنية «تضمن السرعة والملاءمة بالنسبة إلى التجار المشاركين وحاملي بطاقات «فيزا»، وتتيح أيضاً فوائد الأمان التي تحملها تقنية الشريحة». ولفت مدير «فيزا» في لبنان رمزي الصبوري، إلى أن التقنية الذكية «تنمو في شكل سريع في لبنان». وأكد أن ميزة الدفع عبر الخدمة السحابية وتقنية الدفع من بعد «ساهمتا في تسهيل حياة حاملي الأجهزة الخليوية في العالم». من جانبه، أطلق «بنك عودة» بالاشتراك مع «ماستر كارد» خدمة الدفع عبر الساعة الذكية او السوار بتقنية «إن إف سي»، خلال مؤتمر صحافي في نهاية آذار (مارس) الماضي. وقالت مديرة دائرة البطاقات وحلول الدفع الإلكترونية في البنك رندة بدير، أن «هناك تطوراً كبيراً طرأ على التكنولوجيا المستخدمة في الحياة اليومية»، مضيفة أن «إطلاق الخدمة من طريق التكنولوجيا القابلة للإرتداء مثل الإكسسوارات الذكية ستسهل عمليات الدفع المالي وتجعلها أكثر اماناً». من جانبه، أكد رئيس شركة «ماستر كارد» في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا مايكل مايباخ، أن بنك عودة كان سباقاً في إطلاق تقنية «باي باس» في المنطقة، مضيفاً أن «نجاح التقنية أدى الى توسع شراكتنا، ومن شأنه أن يسلط الضوء على لبنان مرة جديدة، لنرى كيف ستلقى ساعات تاب تو باي (Tap2Pay) نجاحاً في بيئة تقليدية معتادة على النقود الورقية». وقال مايباخ إنه «بحسب أبحاثنا تبين أن تقنية الدفع غير اللمسي هي ما يريد أن يحصل عليه المستهلك ويرغب في إستخدامه». وكانت «مجموعة المرشدين العرب» نظمت في الأردن، مؤتمر «نظم الدفع الإلكتروني في الوطن العربي» منتصف نيسان (أبريل) الماضي، وشهد المؤتمر حضوراً اقليمياً من 14 بلداً، من قطاعات المصارف وشركات الدفع الإلكتروني والتجارة الإلكتروني، بالإضافة إلى شركات الاتصالات. وأكد عمر العموش رئيس دائرة التسويق في مشغل الاتصالات بالأردن «أمنية»، أن «صناعة الدفع الإلكتروني تشهد تحولات وتطورات مهمة يجب متابعتها والاستفادة منها لافادة المستخدمين الأفراد والقطاعات الاقتصادية كافة»، مضيفاً ان «نجاح صناعة الدفع الالكتروني بشكل عام يتطلب تعاوناً ومشاركات حقيقية بين الحكومات والبنوك المركزية والقطاع المصرفي وشركات الاتصالات والدفع الالكتروني». يذكر أن اتحاد المصارف العربية أوصى في أيلول (سبتمبر) الماضي، بالاهتمام بنظم الدفع الإلكترونية، والاستفادة من التطور الكبير من الخدمات والمنتجات المالية المبتكرة، بهدف تحقيق مرونة المدفوعات بين الأفراد والحكومات والأنشطة الاقتصادية، مطالباً بضرورة التعاون العربي المشترك لوضع استراتيجية عربية شاملة لتعزيز الشمول المالي «تعميم الخدمات المالية»، ومكافحة غسل الأموال، والحد من تمويل الإرهاب.