أمضى نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح أمس، ساعات عدة في عدن للمرة الأولى منذ غادر إلى الرياض، بعد استعادة القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي السيطرة عليها قبل حوالى أسبوعين. وتزامنت عودته مع انهيارات متسارعة لمسلحي الحوثيين والقوات المتحالفة معها في جبهات عدة، في أبين ولحج وتعز، وتقدم لقوات الشرعية وعناصر»المقاومة الشعبية» مدعومة بغارات متواصلة لطيران التحالف العربي على مواقع الجماعة وخطوطها الأمامية. إلى ذلك، أكد وزير الخارجية رياض ياسين ل «الحياة»، أن أعضاء الحكومة «سيتوافدون إلى عدن في الأيام المقبلة، بعدما شهدت الأوضاع الأمنية فيها استقراراً واضحاً، وبعد تحريرها من الميليشيات الحوثية... وقد بدأ عدد كبير من المسؤولين يمارسون عملهم من داخل الأراضي المحررة». في غضون ذلك، أعلنت مصر تمديد تفويض (ستة أشهر) يتيح نقل «العناصر اللازمة من القوات المسلحة للدفاع عن الأمن القومي وأمن الخليج والبحر الأحمر ومضيق باب المندب». وقال بحاح في أول تصريح لدى وصوله إلى عدن مع عدد من الوزراء على متن طائرة سعودية، إن عودته «جزء من تحرير عدن وتطبيع الحياة فيها». وقال إن أول ما سيعمله هو زيارة الجرحى في مستشفيات المدينة، في حين أكد مصدر حكومي رفيع المستوى ل «الحياة»، أن العودة هدفها «متابعة سير العمليات العسكرية ضد الحوثيين والإشراف على أعمال الإغاثة الإنسانية والتهيئة لنقل مقر الحكومة الموقت من الرياض إلى عدن». من جهة أخرى، أعلنت مصادر القوات الموالية لهادي ومسلحي «المقاومة الشعبية»، أنها استعادت أمس مناطق في زنجبار عاصمة محافظة أبين، بعد يوم من تقدمها شرق عدن. وأضافت أنها «سيطرت على مواقع الحوثيين والقوات الموالية لهم في منطقتي الكود ودوفس بعد معارك ضارية، بالتزامن مع تواصل المواجهات في مدينة لودر وعلى مختلف الجبهات في محافظات لحج وتعز ومأرب». وأفادت مصادر»المقاومة» بأنها «صدت هجوماً للحوثيين في جبهة المسيمير» في محافظة لحج استهدف فك الحصار عن معسكر «لبوزة»، وأكدت أن «عشرات الحوثيين سقطوا قتلى وجرحى وأُجبر المتبقون على التراجع»، وأكدت أن المواجهات «ما زالت مستمرة في محيط قاعدة العند الجوية وفي مناطق أخرى متفرقة في محافظة لحج». وأعلنت المصادر نفسها أن «المقاومة والقوات الموالية للحكومة الشرعية استعادت السيطرة على كل المناطق في مديرية مشرعة وحدنان الواقعة في جبل صبر في محافظة تعز، وتقترب من موقع جبل العروس» المطل على المدينة. وذكرت المصادر أن المواجهات ما زالت مستمرة في أحياء «الحصب والمرور والنقطة الرابعة وحوض الأشراف»، في ظل قصف مدفعي وصاروخي متبادل، كما أشارت إلى أن طيران التحالف شن عدداً من الغارات على مواقع عسكرية تابعة للواء 35 مدرع في منطقة مفرق المخا غرب المدينة. إلى ذلك، أفادت مصادر قبلية في محافظة شبوة، بأن ستة حوثيَّيْن على الأقل قتلا في هجوم لمسلحين مناهضين للجماعة في مديرية بيحان، أعقبه اندلاع اشتباكات عنيفة في منطقة وادي خير، غرب المديرية. في الرياض، قال ياسين إن «أعضاء الحكومة سيعودون بشكل أكبر في الأيام المقبلة إلى عدن التي تشهد أوضاعها الأمنية استقراراً واضحاً، بعد تحريرها من الميليشيات الحوثية»، مشيراً إلى أن « مسؤولين كثيرين في الحكومة الشرعية بدأوا ممارسة عملهم من داخل الأراضي المحررة». وأكد أن «الدول الخليجية وسعت برامج تدريب المقاومة داخل اليمن (في منطقة حدودية مع السعودية) وفي أراضيها (...)، كما أن هناك خبراء أمنيين على الأرض يساهمون في إعادة بناء الجيش. وهذا ليس أمراً صعباً كما يتصور بعضهم، لأن بناءه أسهل من بناء جيش موالٍ لشخص، كما كان عليه الحال طوال العقود الثلاثة الماضية». وانتقد تلكؤ منظمات الإغاثة الدولية في تقديم المساعدات. وقال إنها «مازالت غائبة عن تقديم يد العون، وما زالت السعودية ومعها دول الخليج تتفرد بتقديم كل ما يحتاج إليه الشعب».