صدر العدد الجديد من مجلة القافلة عن شركة أرامكو السعودية، وتضمن أبواباً حديثة، ومحتوى متطوراً وإخراجاً غرافيكياً جذاباً اعتمده دار المحترف السعودي للتصميم الذي عادت إليه مهمة إعداد المجلة بعد غياب عامين. وتتحرى المجلة في طلتها الجديدة مواضيع وأساليب تتماشى مع ذائقة القارئ المعاصر، لاسيما والإعلام الراهن يتطلب نقلة نوعية في الشكل والمضمون سعياً لجذب القارئ. وتحاول المجلة من خلال نسختيها الورقية والرقمية أن تقترب أكثر من قارئها، وأن تكون أكثر حميمية وتواصلاً معه، ربما لأن القافلة ودّعت عامها ال60، ودخلت في مرحلة عصرية تميزها المنافسة الكبيرة بين وسائل الإعلام المختلفة. ولعل ما خطه رئيس تحريرها في كلمته بزاوية «الرحلة معاً» يكشف النهج الجديد الذي تتبناه المجلة للمرحلة المقبلة. فبداية يطالع القارئ في كل عدد زيارة لورشة عمل ما، يتعرف من خلال استعراضها على الحراك العملي التدريبي الذي تتبعه مختلف الجهات المدنية والرسمية في رفع كفاءة أعضائها، أو تطوير آلية عملهم. وكما يتضح في كلمته أن أسرة التحرير تحاول أن تغرس في الأرض الاجتماعية السعودية والعربية أشجار المعرفة المثمرة، بما يركز على الخصائص الثقافية والكشف عنها بغية تأملها والتعلم منها. في باب «بداية الكلام» وهو باب جديد ينطلق من سؤال يوجه إلى بعض الكتاب والشعراء والمثقفين والفنانين، وعبر العدد نجد إجابات سريعة وعميقة للسؤال: هل تقرأ من الشاشة أم من الورق؟ ثم ينتقل القارئ إلى عالم الكتب والقراءة، ليجد أن الكتاب الورقي يحتل مكانته اللائقة دائماً، وذلك باستعراض عناوين مختارة من الكتب السعودية والعربية والعالمية، ويختتم الباب بزاوية خفيفة هي بمثابة مقارنة ومقاربة لطيفة بين كتابين أحدهما بعنوان «الضجيج» تأليف ديفيد هندي والثاني بعنوان «قصة الموسيقى» تأليف هوارد غودال، يتعرف القارئ منها على تاريخ موجز لأثر الصوت على ردود الفعل الإنسانية. ومن الأبواب المستحدثة نجد أجندة لمواعيد المناسبات والأحداث الثقافية من معارض للكتب ومؤتمرات ومهرجانات ومعارض فنية وغيرها، وهي تأتي كمرشد للقارئ، وربما بموجبها تتحدد خطته للسفر لحضور مناسبة من هذه المناسبات أو على الأقل الإلمام المعرفي بها، يعقبها بعض التسليط على أحداث ثقافية ستحدث خلال الشهرين القادمين، وهي الفترة التي تغطيهما المجلة. وبقي باب «علوم وطاقة» في الهيكل الجديد للمجلة، ونطالع فيه ثلاثة مواضيع، أولها كتبه الدكتور فكتور سحاب عن أعماق المحيطات، وهو تلخيص لدراسة تكاتف على إعدادها خلال عشرة أعوام 2700 عالم من 80 دولة، ليخرجوا بأهم دراسة من نوعها. وثانيها نظام الثواني الذي أنقذ لعبة كرة السلة، وثالثها عن الوقود العضوي وأزمة الغذاء العالمي. باب «حياتنا اليوم» بقي أيضاً ولكنه أصبح متنوعاً أكثر بتطرقه لمواضيع تعطي اهتماماً لإنسان اليوم الشديد الانخراط في وسائل التكنولوجيا والاتصالات المعاصرة. ومن المواضيع الشيقة في العدد قراءة تأملية في «تصميم الأوراق المالية»، إذ يتعرف القارئ على جوانب خفية في هذا العالم، ويصحب باب «آداب وفنون» القارئ في ثلاث واحات، الأولى محاولة للإجابة عن السؤال: الإبداع العربي يجف أم يتجدد؟ والثانية عن طارق عبدالحكيم وأغنية ياريم وادي ثقيف، أما الثالثة فزيارة للكاتبة منال حميدان إلى عالم النحات السعودي طلال الطخيس في معمله، تتخلل هذه الواحات استراحات مع فيلم كتاب الرمال للمخرج بدر الحمود، وقصيدة تهافت النهار للشاعر هاشم الجحدلي. ويفرد العدد قراءة في المحتوى العربي الرقمي عن الدراسة التي أنجزتها مؤسسة الفكر العربي برعاية مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي وهي الأولى من نوعها في تناولها. وتختم المجلة بملفها الثري عن الإلهام، إذ يتلمس فريق القافلة ماهية فعل الإلهام من خلال استعراض تاريخه ودوره وتنوُّع أوجهه ومصادره منذ نشوء الحضارات الأولى. أما جديد الملف فهو إمكان مشاركة القارئ برأيه من خلال الموقع الإلكتروني، وهو الإمكان المتاح في كل مواضيع المجلة.