ظلت الحياة الخاصة لقادة الصين سراً من أسرار الدولة وبعيدة من اهتمامات المواطن ووسائل الإعلام طوال عقود. إلا أن بنغ لي يوان، زوجة الرئيس الصيني شي جينبينغ، كسرت هذه القاعدة، كونها شخصية شهيرة لدى الصينين أساساً، إذ أنها نجمة لامعة في سماء الغناء الشعبي في البلاد. ولدت بنغ لي يوان (52 سنة) في مقاطعة شاندونغ، شرق الصين، في عام 1962، وهي الأكبر من بين ثلاثة أبناء، وانضمت إلى «جيش التحرير الشعبي الصيني» في عام 1980 عندما كان عمرها 18 سنة، وبدأت جندياً عادياً. ولكن موهبتها الصوتية، بعد جولاتها وغنائها في الخطوط الأمامية في أثناء الصراع بين الصين وفيتنام على الحدود لرفع الروح المعنوية للقوات الصينية، أهلتها إلى الالتحاق بالمعهد الموسيقي المرموق في بكين. واشتهرت بنغ على الصعيد الوطني بعد أدائها أغنيات وطنية في حفلة رأس السنة الجديدة في عام 1982. والتقت بزوجها شي جينبينغ، الذي كان مسؤولاً متوسط المستوى في عام 1986، وتزوجا في 1 أيلول (سبتمبر) 1987 في شيامن في مقاطعة فوجيان. ولهما ابنة تدعى شي منغ زي ولدت عام 1992، وتخرجت من جامعة هارفارد في العام الماضي. وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود قدمت بنغ، أو «ماما بنغ» مثلما يسميها الصينيون، مئات العروض المجانية للناس في أنحاء البلاد. ويقول صن نان، وهو فنان صيني، إن «بنغ لي يوان، لائقة وأنيقة وجميلة جداً». وغالباً ما تقارَن بنغ مع كارلا بروني-ساركوزي، المغنية الفرنسية - الإيطالية المتزوجة من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي. وقارنها آخرون مع رايسا غورباتشوف وميشيل أوباما وجاكي كينيدي وسامانثا كاميرون، وأيضاً بدوقة كامبريدج كيت ميدلتون، والتي ستتناول معها العشاء في مأدبة رسمية الثلثاء المقبل أثناء زيارة رسمية تقوم بها إلى بريطانيا برفقة زوجها. ويرى كثر أن بنغ ساهمت في شكل كبير في صعود نجم زوجها الذي كان يتولى منصب نائب عمدة مدينة شيامن، جنوب شرقي البلاد، في منتصف ثمانينات القرن الماضي، إلى أن أصبح زعيماً للحزب «الشيوعي» الحاكم في 2012 ومن ثم رئيساً للصين في 2013. وفسر البعض غياب بنغ عن الأضواء بخشية صنّاع ال «بروباغندا» من أن تسرق الأضواء من زوجها. وتشارك بنغ بنشاط في السياسة، فهي عضو في «اللجنة الوطنية ال 11 للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني»، وهي أيضاً سفيرة للنوايا الحسنة ل «منظمة الصحة العالمية لمكافحة السل وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)» منذ عام 2011. ولكن خبراء استبعدوا أن تتمكن بنغ، أو أن يسمح لها بلعب أي دور سياسي في البلاد على غرار الدور الذي لعبته جيانغ تشين، زوجة الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ، عندما تزعمت ما عرف باسم «عصابة الأربعة» أثناء «الثورة الثقافية» منتصف ستينات القرن الماضي وسبعيناته، والتي أدت إلى فوضى سياسية واجتماعية عارمة في البلاد. وفي عام 2014، جاءت بنغ في قائمة أقوى 57 امرأة في العالم، في القائمة التي تصدرها مجلة «فوربس». وأطلقت عليها الصحافة العالمية لقب «السيدة الأولى» في العام ذاته، وتبنت وسائل الإعلام الصينية التسمية عينها منذ ذلك الحين، على رغم عدم اعتيادها على أن يكون مثل هذا اللقب موجوداً من قبل. وفي 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، منحتها جامعة «ماسي» في نيوزيلندا شهادة الدكتوراه الفخرية، تقديراً لمساهماتها الدولية في الفن والصحة والتعليم.