أكد رئيس «أرامكو السعودية» أمين الناصر أن الشركة تعمل في مجال البحوث لتطوير تقنيات كفيلة بتحويل الانبعاثات الناجمة عن العمليات النفطية إلى منتجات يمكن استخدامها أو تخزينها، كما تبلور مع مراكز بحثية كبرى في العالم وسائل لخفض تكاليف هذا التحويل. وقال ل «الحياة» أمس إن الشركات العشر العالمية العملاقة في مجال الطاقة التي اجتمعت في باريس قبل يوم لإطلاق مبادرة بيئية قادرة على التعاون في تطوير تقنيات في هذا المجال. وكان 10 رؤساء لشركات نفطية كبرى قدموا تقريراً مشتركاً حول التغيير المناخي وعنوانه «مزيد من الطاقة مع تقليص للانبعاثات». والمشاركون هم، إلى الناصر، رئيس «توتال» الفرنسية باتريك بوياني الذي تستضيف بلاده قمة التغير المناخي في كانون الأول (ديسمبر)، ورئيس «بي بي» البريطانية بوب دادلي، ورئيس «بي جي» البريطانية هلغي لوند، ورئيس «إيني» الإيطالية كلاوديو دسكالزي، ورئيس «بيميكس» المكسيكية إيميليو لوزويا، ورئيس «ربسول» الإسبانية جوزو إيماز، ورئيس «شتات أويل» النروجية إلدار ساتر، ورئيس «رويال داتش شل» البريطانية - الهولندية بن فان بوردن، ورئيس «ريليانس» الهندية إس إتش موكيش دي أمباني. وأهم ما جاء في التقرير التزام الشركات التي تنتج 20 في المئة من النفط والغاز في العالم، بالتعاون من أجل تحسين اقتصاد الطاقة في عملياتهم، وزيادة حصة الغاز الصخري في موارد الطاقة العالمية، وزيادة الاستثمار في البحوث والتطوير والتجديد في علم تقليص الانبعاثات، والعمل لوصول الطاقة إلى الناس بالمشاركة مع سلطات محلية أو وطنية، وإطلاق مبادرات وشراكات مع صناعات أخرى. وقال الناصر ل «الحياة» أن «أرامكو السعودية تتشارك الأهداف نفسها مع الشركات النفطية العالمية للعمل لتقليص الانبعاثات الغازية الحرارية. وخلال السنوات ال15 الأخيرة، تحسنت كفاءة تقليص الانبعاثات اثنين في المئة سنوياً. وبالنسبة إلى الانبعاثات من حرق الغاز، أحرزت أرامكو تقدماً بنسبة 0.6 في المئة سنوياً، وهذه من أفضل النتائج مقارنة بكل الشركات العالمية». وأضاف: «بدأنا العمل بالنظام الغازي الأساسي في الثمانينات، فألغينا حرق الغاز المصاحب، ثم طبقنا نظام استرداد الاشتعال للحد من الانبعاثات. وكل ذلك يتقدم وفق نظام أرامكو واستراتيجيتها كشركة كبرى تدفع كل أقسامها وموظفيها إلى اعتبار أن كفاءة الطاقة والغازات الخضراء عالناصر مهمة ينبغي الالتزام بالعمل لأجلها». ولفت إلى أن «أرامكو السعودية» أنفقت في السنوات العشر الأخيرة 60 بليون دولار لزيادة كميات الغاز التي نرسلها إلى مرافقنا لاستخدامها محل النفط الخام محلياً، وستنفق 100 بليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة في بناء معامل جديدة تعمل بالغاز الأنظف بيئياً بكثير من النفط. وعن الاستهلاك المحلي في السعودية للنفط، قال الناصر: «لا شك في أن ثمة زيادة في الاستهلاك، لكننا في طور زيادة المعامل، ووضعنا خطة استراتيجية ستمكننا من أن نقلص تدريجاً حرق النفط الخام في المملكة بزيادة كمية الغاز الذي يصل إلى معامل الكهرباء والتحلية وعبر زيادة كفاءة هذه المعامل». ورجّح أن يصل إلى 70 في المئة معدل الكفاءة في المحطات التي تبنيها الشركة بحلول نهاية السنة. وخلال السنوات العشر المقبلة، ستضخ الشركة خمسة إلى ستة آلاف ميغاواط من الكهرباء في الشبكة الوطنية لتستخدمها شركات الكهرباء والتحلية. ولفت في شأن قمة باريس المناخية إلى أن المفاوضات الخاصة بالمناسبة «تشارك بها السعودية على صعيد حكومي وليس عبر أرامكو التي تدعم أي قرار تتخذه المملكة». وأشار إلى أن الشركة تعرض التقنيات الكفيلة بحل المشاكل البيئية، منبهاً إلى أن الانبعاثات التي ينبغي تقليصها عبر المفاوضات أكثرها مرتبط بالفحم. وشدد الناصر على أن ل «أرامكو السعودية» تقنيات في مجال تقليص الانبعاثات «ولدينا خطط منذ زمن طويل في البحوث في هذا المجال، منها ما هو مشترك مع المعهد الفرنسي للبترول وآخر في كوريا الجنوبية، وثمة تعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنيات، وآخر في ديترويت بالولايات المتحدة، وآخر في الظهران». وقال: «كذلك لدينا بحوث في أوروبا والولايات المتحدة مع بعض صناعيي السيارات حول كيفية جعل محركات السيارات أكثر كفاءة على صعيد تقليص استخدام الطاقة بزيادة الكيلومترات التي تقطعها السيارات مقابل كل ليتر من الوقود، إلى جانب تحويل المحركات إلى نوعيات أكثر حداثة تتقبل أنواعاً من البنزين ذات انبعاثات أقل». وأشار الناصر إلى شراكة بين «أرامكو السعودية» والشركة الناشئة «نوفومير» تتعلق بالتقاط ثاني أوكسيد الكربون وتحويله إلى منتجات يمكن استخدامها. وأردف: «علينا أن نفصل إنتاج النفط عن الانبعاثات، ونحن نبني مراكز للبحث في ذلك، تشمل ثلاثة مراكز خارج السعودية. ولدينا مشاركة مع شركة لندس في ألمانيا للبحث في تقنيات الإطارات الخضراء». وتحدث عن مشروع لبناء خط ضخم للأنابيب لنقل الغاز من المنطقة الشرقية إلى المنطقة الغربية في السعودية.