طالبت الناشطة الكورية الشمالية يونمي بارك الغرب بعدم التعامل مع الرئيس كيم جونغ أون على أنه شخصية مضحكة. وفي كلمتها خلال فاعلية "النساء حول العالم" التي أقيمت في لندن، قالت بارك (22 عاماً) التي هربت من كوريا الشمالية عندما كان عمرها 13 عاماً: "أرجوكم لا تنظروا إلى كيم جونغ أون على أنه مزحة، إنه يقتل ملايين الأشخاص". ووصفت الناشطة التي فرت إلى الصين قبل أن تستقر في كوريا الجنوبية، مقدار التحكم الكبير الذي كان يفرضه رئيس كوريا الشمالية على طفولتها، بقولها: "كنت أظن أن رئيسي العزيز قادر على قراءة أفكاري، وأنه إذا فكرت في أمر سيئ سيعاقبني". وحضت بارك مستمعيها على عدم الاستخفاف بالحريات التي يتمتعون بها، موضحة أنه "بالنسبة إلي، هذا الأمر ليس مزحة على الإطلاق. الوضع هنا (في الغرب) أشبه بالجنة". وأضافت أن كيم جونغ "مجرم يقتل الملايين في بلده. أرجو ألا نعتبره شخصية مضحكة". وألّفت بارك كتاباً يتناول طفولتها، تحدثت فيه عن المعاناة والخوف اللذين يعيشانهما الشعب الكوري الشمالي في ظل حكم عائلة كيم. وأشارت إلى أن والدتها كانت تحذرها من الهمس لأن "الطيور والفئران قد يسمعونك". وأوردت أنه "في معظم الأوقات كنا جائعين، ولم نملك رفاهية التفكير في أي شيء إلا الاستمرار في العيش"، مضيفة أن الفقر دفعهم في بعض الأحيان إلى "أكل الجراد والحشرات الطائرة مثل ذباب التنين، بسبب نفاد الرز". ونقلت صحيفة "غارديان" البريطانية عن الناشطة أنه بعد اعتقال والدها بتهمة التهريب، تمكنت والدتها من إقناع مهرب بإيصالها وابنتها إلى الصين، في رحلة تتطلب عبور نهر يالو، واجتياز عناصر حرس الحدود الصينية. وتروي بارك أنه بعد الوصول إلى الصين، أقدم المهرب على اغتصابهما وأجبرهما على البقاء في منزله لمدة عامين، واصفة تلك الوقائع ب "الكابوس، لأن أموراً بهذا السوء لا تحدث إلا في الكوابيس". وفي نهاية المطاف، سمح المهرب لبارك ووالدتها بالمغادرة، وتمكنتا من الوصول إلى منغوليا، ومنها إلى كوريا الجنوبية، بمساعدة جمعية مسيحية. وذكرت بارك أنها بدأت في تعلم كل شيء عن حقوق الإنسان وكرامته، بعدما كانت الحرية بالنسبة لها تعني ارتداء أقراط الأذن، لا حرية التعبير. وتجول بارك العالم لإلقاء محاضرات عن تجربتها وشرح الوضع الإنساني في كوريا الشمالية. ويأتي خطابها في لندن بعد يوم من احتفال بلدها بالذكرى السنوية ال70 لتولي "حزب العمال" الحكم. وأقيم عرض عسكري في كوريا الشمالية، ظهر خلاله كيم جونغ أون ببزته القاتمة المعتادة وهو يتابع تحية حرس الشرف. وشدد رئيس البلاد في خطابه الذي استمر نصف ساعة، على التلاحم بين سكان الشمال الذين يعدون 24 مليون نسمة، وحزب «العمال» الذي تهيمن عليه عائلة كيم جونغ منذ تأسسه عام 1945. وأشاد بالشعب الكوري الشمالي الذي قال أنه «نبع المعجزات»، لافتاً إلى أن «البلاد تحولت بفضله من بلد متخلف إلى دولة اشتراكية قوية مستقلة ومكتفية ذاتياً في مجال الدفاع عن نفسها». وقال: «حزبنا يعلن اليوم بكل جسارة أن قواتنا المسلحة الثورية قادرة على خوض أي حرب تكون الولاياتالمتحدة سبباً فيها، وأننا مستعدون لحماية شعبنا والسماء الزرقاء لوطننا الأم».