عبر تنظيم داعش الإرهابي عن ابتهاجه بحادثة الشملي، التي شهدتها أخيراً منطقة حائل، حين أقدم شابان سعوديان على قتل ابن عمهما «غدراً»، لمجرد كونه «عسكرياً»، ووثقا ذلك في مقطع مصور. وفي المقابل، رأت حملة «السكينة»، التي تناهض أفكار التطرف والإرهاب في الفضاء الإلكتروني، في موقف «داعش» أنه «تعبير عن إحباط من الشباب السعودي، الذي اكتشف حقيقة التنظيم. واعتبر المتحدث الرسمي لتنظيم داعش الإرهابي أبومحمد العدناني، أن ما قام به الشقيقان السعوديان سعد وعبدالعزيز العياش، من جرائم إرهابية أخيراً، وقتلهما ابن عمها غدراً، إضافة إلى اثنين من رجال الأمن أحب إليه من عشرات المفخخات. وقال العدناني في تسجيل مطول بث على الإنترنت أخيراً: «إن الشقيقان العياش استجابا لدعوة زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي»، وأنهما «منا وفينا»، أي أن ما فعلاه ينطبق تماماً مع أدبيات التنظيم، ولاسيما «عقيدة الولاء والبراء» وفق تفسيرات «داعش» المزعومة. واستدعت مواقف العدناني، التي جاءت بشكل تغريدات دونها في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، رداً من «حملة السكينة» الحكومية (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، موضحة أن «السعودية تشهد تصاعداً في البث الإرهابي من «داعش» وجماعات أخرى، يرتكز في مجمله على استهداف الشباب السعودي». ولفتت «السكينة» إلى أن العمليات الأمنية النوعية التي نفذتها الأجهزة الأمنية السعودية أخيراً، «أثرت في تركيبة «داعش» الميدانية، إضافة إلى العمليات الفكرية التي حدت من انتشارها»، مؤكدة أن «داعش» لا تستطيع الدخول في أية مناقشات علمية، تكشف المزيد من جهلهم وضلالهم. وأكدت أن الأوصاف التي استخدمها العدناني ضد شباب السعودية، هي «عبارات مُحبَط كان يتوقع الحصول على أعداد أكثر وتأييد أوسع، لكن الواقع أن شباب السعودية أكثر وعياً وتمسكاً بدينهم ووطنهم من الانصياع خلف عبث وهمجية العدناني «الكذّاب»، كما وصفه رفقاء القتال، فهو معروف في أوساط المقاتلين بهذا الوصف، لذلك يُعيّره أتباع الجماعات الأخرى بذلك. وأضافت الحملة، التي أطلقتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والأرشاد، أن «العدناني ساق في خطابه الأخير عبارات يستنهض فيها الشباب للانضمام إلى «داعش»، وهو يُدرِك أن أكثر من يواجه التنظيم وأفكارها في شبكات التواصل وغيرها، هم شباب السعودية ودعاتها وعلمائها، لذلك كانت عباراته فيها تأنيب وتجريح، وهو نتيجة «فشل» داعش في الوصول إلى ما توقعوه، على رغم أن ثمة من انحرف وضلّ واتبع «داعش»، لكنهم في وسط المجتمع السعودي يعتبرون شواذ منبوذين، ولم يجد عملية يشيد بها سوى عملية «الغدر» والخيانة والقطيعة، عملية سعد الذي قتل ابن عمه وزوج أخته غيلة».