لم يكتب الله عمراً ليوسف الخمعلي، فربما قُتل على يد أخيه جميل الأصغر، فهو «رجل أمن». ولكن يوسف قتل في كل حال على يد مهربين عراقيين، خلال عمله في حرس الحدود. وكفر «الداعشي» جميل الخمعلي، الذي ظهر في مقطع مصور قبل يومين، أقاربه وأشقاءه من رجال الأمن، وحرض على قتلهم، بحجة أنهم من «المرتدين». وقام بنشر صورهم على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عبر تغريدات «متتابعة»، بعد أن حدد مسميات وظائفهم وأماكن عملهم. ووصل الحال بجميل إلى استباحة دماء أقاربه، والترويج لذلك عبر مقطع مصور ظهر فيه، فيما يحيط به عدد من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، ليمجد وشاب سعودي آخر من عناصر التنظيم، يُدعى سعد الشاطري، ما قام به سعد العنزي، الذي قتل ابن عمه «مدوس»، بإطلاق النار عليه، لمجرد كونه يعمل في قطاع عسكري. على رغم أن الأخير كان يناديه «تكفى يا سعد»، وهي الجملة التي أثارت امتعاض كثيرين ممن تابعوا القضية، لكون القاتل لم يراع الاستغاثات والاستعطافات التي أطلقها القتيل. كما احتوى المقطع على «وابل» من الشتائم والتهديدات التي وصلت إلى حد تهديده بفصل رأس جميع السعوديين عن أجسادهم، قبل أن يقوم «الداعشي» الشاطري بإلقاء قصيدة يشيد فيها بجريمة «الشملي»، التي نفذها العنزي وشقيقه، وأسفرت عن مقتل ابن عمهما وآخرين. ويحرض كل نحر رقاب كل من وصفهم بالمرتدين من السعوديين. وكشف خالد الخمعلي (48 عاماً)، وهو الشقيق الأكبر لجميل، أن شقيقه لم يتزوج، وحاصل على شهادة المرحلة المتوسطة، ولم يكمل دراسته. وقال ل«الحياة»: «ظهرت عليه علامات التشدد قبل نحو 13 عاماً، وهو لم يتجاوز سن ال17 عاماً»، مبيّناً أنه «قضى عشرة أعوام في السجن، متنقلاً بين سجون عرعر والطرفية والحائر، على خلفية تورطه في أعمال عدائية وتحريضية ضد الدولة وحكامها». وذكر الخمعلي أن شقيقه جميل (30 عاماً) الأصغر، وتوفي والده منذ ثلاثة أعوام، ووالدته كبيرة في السن ومريضة، نافياً ما تردد حول أن شقيقه مشهور بترويج المخدرات. وأضاف: كان يعمل إمام مسجد في محافظة رفحاء بشكل غير رسمي، قبل أن يتحول في ما بعد إلى أحد «الدعاة» بين أوساط الشباب السعودي في رفحاء، إذ كان يحضر دائماً في الفعاليات التي تنظمها الجهات الدعوية». وأشار خالد الخمعلي إلى أن شقيقه بعد خروجه من سجن الحائر إلى مرحلة المناصحة «لم يستفد من البرنامج، وظل متأثراً بالفكر الضال والمنحرف، حتى سافر إلى السودان أواخر كانون الأول (ديسمبر) 2013، بعد خروجه من السجن الذي مكث فيه أكثر من عشرة أعوام، ثم إلى ليبيا. وسجن هناك قبل أن يقوم تنظيم «داعش» بتهريبه من السجن ونقله إلى سورية. وتواصلنا حينها مع وزارة الداخلية، وأبلغناها بسفره إلى الخارج». وتابع الخمعلي بقوله: «سافر لينضم إلى «داعش»، ولم يستأذن، أو حتى يودع والدته قبل السفر، على رغم أنها كانت تتردد لأكثر من ستة أعوام بين سجن رفحاء وسجن الطرفية في القصيم، لزيارته بشكل أسبوعي». كاشفاً أن شقيقه الأوسط يوسف الخمعلي الذي كان أحد منسوبي حرس الحدود «استشهد عام 1417 على يد مهربين غدراً على الحدود السعودية-العراقية».