تشهد المواقع الأثرية المصرية تراجعاً في أعداد الزائرين، لذلك أعلن وزير الآثار الدكتور محمد إبراهيم أنه رغم حدوث انفراجة في أعداد السياحة الوافدة إلى مصر بعد أن نجحت مساعي وزارة الآثار بالتعاون مع مختلف الوزارات المعنية في رفع الحظر المفروض من بعض الدول على رعاياها، إلا أن قلة الموارد المالية مقارنة بسنوات ما قبل الثورة لا تزال تتصدر المشهد الأثري كرد فعل لما يقع من أفعال تعطي انطباعاً بعدم الاستقرار. وأشار إبراهيم إلى أن إجمالي إيرادات الزيارة الوافدة على مختلف المتاحف والمواقع الأثرية بلغ 13 مليوناً و220 ألف جنيه في كانون الثاني (يناير) الماضي، وهذا المبلغ يمثل تراجعاً ملحوظاً في تعداد الزيارة الوافدة. وأكد أن الحكومة، من خلال مختلف الوزارات المعنية، تبذل قصارى جهدها من أجل عودة معدلات الزيارة إلى سابق عهدها، لما يمثله الدخل الناتج منها من أهمية بالغة تستغل في إتمام المشاريع القائمة من ترميم وتطوير لبعض المواقع الأثرية وإنشاء المزيد من المتاحف مثل المتحف المصري الكبير ومتحف الحضارة القومي، الأمر الذي يساهم في فتح مزارات جديدة تعمل على جذب المزيد من السائحين، كما تساهم في سداد الديون المستحقة على الوزارة والتي تقدر بنحو بليون جنيه مصري، إلى جانب تغطية الرواتب والحوافز التي تقدر بنحو 53 مليون جنيه شهرياً. وكشف مدير عام القلعة الأثري مازن سليمان أن القلعة وغيرها من المناطق السياحية في الإسكندرية شهدت خلال الأيام الماضية انتعاشة سياحية، وأن الظروف المختلفة لم تؤثر في الزيارات التي أصبحت في حالة زيادة ملحوظة عن الوقت السابق. وأضاف أن السياح يحرصون على قضاء إجازة نصف العام بين جنبات المعالم الأثرية والاستمتاع بها في الهواء الطلق، خصوصاً أن القلعة - التي تعد من أقدم وأهم المعالم الإسلامية في مصر والعالم العربي - تتميز بإطلالة رائعة على البحر المتوسط. وتشهد مناطق الآثار في الإسكندرية زيادة ملحوظة في أعداد الزوار والسياح من المصريين والعرب والأجانب الذين يمثلون مختلف الجنسيات ويحرصون على قضاء إجازة نصف العام بين معالم المدينة التي تعتبر متحفاً أثرياً مفتوحاً. وفي حين أرجع عدد من الأثريين الزيادة في الأفواج السياحية إلى سيطرة الأمن على الشارع، فإن هناك أسباباً أخرى منها عشق السياح مصر وشغفهم بتاريخها وآثارها إذ إنهم يحرصون على زيارتها والتعرف على معالمها الأثرية. ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة زيادة مضطردة في الأفواج السياحية وإقبال مختلف الجنسيات على السياحة الثقافية. وقال وزير السياحة المصري هشام زعزوع إن مصر تسير بخطى ثابتة نحو الاستقرار السياسي ما ينعكس بالضرورة على النشاط الاقتصادي والسياحي، والفترة المقبلة ستشهد انفراجة مرتقبة في القطاع السياحي وذلك عن طريقة زيادة أعداد السياح القادمين إلى مصر. ولفت إلى أن العالم على دراية بأن المحافظات السياحية المصرية تتمتع بقدر كبير من الأمن والأمان، مشيراً إلى خطة الوزارة في استهداف أسواق غير تقليدية كالهند والصين وأن هناك تنسيقاً قائماً مع الجهات المعنية لتسهيل الحصول على تأشيرات السفر. ونوه الوزير بعلاقة الارتباط بين السياحة والطيران وأن هناك تواصلاً مع وزارة الطيران بشأن فتح خطوط جوية جديدة من شأنها دفع عجلة السياحة الوافدة إلى الأمام. وأضاف: «إننا نعمل من خلال خطة تحرك على المحاور كافة، وقد نجح التنسيق بين الخارجية والسياحة في تخفيف تحذيرات السفر إلى مصر، كما تم عمل خطة ترويجية استهدفت السوق العربية تحت مسمى «وحشتونا»، وكذلك مبادرة للسياحة الداخلية تحت مسمى «مصر في قلوبنا». وأوضح زعزوع أن الوزارة تسعى إلى خلق ودعم أنماط سياحية غير تقليدية إلى جانب السياحة الشاطئية والثقافية، لافتاً إلى أنه تم توقيع العديد من البروتوكولات لدعم السياحة الرياضية والثقافية وهناك اهتمام بسياحة الحوافز، والسعي للاستفادة من كل الوسائل الاتصالية لأكبر المعارض العالمية في دعم نمط سياحة الحوافز والمؤتمرات في مصر.